لعبة ” فورت نايت ” لليافعين بين الإدمان وغياب البديل / ديما الرجبي

من موقعي كمدربة لليافعين والأطفال في النشاطات اللامنهجية المقروءة والمكتوبة وتجربتي مع جيل جُبلّ على الشاشات المضيئة وتكيّف مع سرعة التنقل في عالم يغزوه ملايين الألعاب الجاذبة ، لاحظت مؤخراً بأن نسبة ” هوّس ” و” إدمان ” ابناءنا على العاب الفيديو تجاوز ال 70% مِن، مَن يمتلك إمكانية تحميل بعض التطبيقات على الهواتف النقالة أو من خلال أجهزة اللعب المتاحة بالأسواق ” إكس بوكس ” و ” بلاي ستيشن ” وهو ما جعلني أتوجه للأهالي بالحديث عن مدى أهمية رقابة وضبط ساعات لعب أبناءنا على هذه الأجهزة ، خاصة أن العطلة الصيفية تتيح لهم الفرصة بالتذرع بالملل واستمالة مشاعر الأهل أو الضغط عليهم بإفتعال مشاجرة أو طلبات زائدة أو تذمر مستمر كي يصلوا إلى مرحلة تضطر بعض الأهالي “الموظفين منهم” على وجه الخصوص بأن يمنحوهم موافقة بعمل ما يشاؤون .

وهو ما ينتج عنه عواقب وخيمة تعزز ضعف الذاكرة لديهم وعدم القدرة على التركيز والعدوانية والشرود المستمر والشعور بالكسل وعدم الرغبة في مغادرة حجراتهم والعزلة والغرق في عالم جذَب حواسهم.

حيث لا تستطيع أن تبدأ أو تنهي حوار معهم إلا من خلال الحديث عن تلك الألعاب أمامهم ومنها ما هو متداول هذه الفترة لعبة ” فورت نايت ” ، هذه اللعبة التي انتشرت كالنار في الهشيم بين الأطفال والمراهقين في فترة قصيرة، حيث أصبحت موضع جدل بين العديد من الأشخاص في النوادي والمدارس والتجمعات الإجتماعية.
وتقول الإحصائيات أن 10 ملايين شخص قاموا بتحميل اللعبة خلال أسبوعين فقط، في حين تشير إحصائيات أوسع أن 40 مليون شخص قاموا بتحميل اللعبة حتى الآن، في حين تم تسجيل وجود مليوني شخص يلعبون “فورت نايت” في الوقت ذاته.

ورغم تضارب الآراء حول فكرة اللعبة من حيث تأثيرها على سلوك المراهق وتأكيد بعض الخبراء بأنها لعبة مسلية وتحتوي على ترفيه حركي نظراً للرقصات التي يقوم بها شخصياتها إلا أنها في النهاية لعبة استخدام الأسلحة للدفاع عن النفس_ دون وجود أي مظهر للدماء_ أثناء اللعب والقضاء على الخصوم ، وهو ما وجده آخرون بأنه قد يؤثر ذلك على سلوكيات بعض الشباب .

مقالات ذات صلة

ولكن أجد أن الخطر يكمن في الساعات التي يقضيها ابناؤنا أمام شاشاتهم المضيئة والتي قد تتجاوز بشهادة مجموعة من المراهقين من مستخدمي هذه اللعبة ال ( 9 ) ساعات دون إنقطاع ؟!!

وهو ما يدل على عجز وزارة التربية والتعليم والثقافة والسياحة وأمانة عمان عن إيجاد متنفس لهذا الجيل يحاكي عقولهم وأهوائهم من خلال مشاريع تخدم المواطن الذي يعاني من غلاء أماكن الترفيه وإكتظاظ الأماكن المجانية ويصاب “بعسر” في تقديم الرفاهية لأبناءه وهو ما يدفعه إلى التعاطي مع الأجهزة الإلكترونية بطريقة سلبية تخدم رغبة مراهقينا وتهدم عقولهم .

وهو الأمر الذي لا نبرره ولكن من استماعنا لعدة أمهات حاولن تبرير هذا الأمر وجدنا بأن المعضلة تكمن بشح المرافق وغلاء المتوفر والقدرة الإقتصادية المتدنية للمواطن وما يتبعها من أوضاع نفسية تؤثر على طريقة مراقبة وتقويم سلوك ابناءنا .

لذلك نتمنى على الأهالي محاولة ضبط إيقاع ساعات اللعب لدى أبنائهم والنظر إلى خطورة إستخدام العاب الفيديو بهذه الطريقة وهذه الفترة حتى لا يأتي يوم وتتعجب من ملاحظات المعلم/ة ، حول أداء إبنك/ إبنتك .

فلا يوجد أخطر من هذه الأشعة وهذا التنويم الذهني على نشاط العقل وعلى سلوكياتهم مع محيطهم فهو عالمٌ أوجدهُ الغرب ليخلقوا من هذا الجيل خاصةً العربي ” جيل بليد ” متخلف فكرياً وإجتماعياً وحسياً ووطنياً .

ولمن يهمه الأمر ” إن وجد ” من الجهات المسؤولة عن خلق مشاريع ترفيهية فكرية حيوية لأبناء هذا الوطن المبتلى بحكوماته أن يأخذوا على محمل الجد مدى ضرورة إحتضان هذا الجيل وتنشئته فكرياً وليس تضليله عقلياً ومراعاة الوضع الإقتصادي للمواطن والأسعار الفلكية لمناطق اللعب ..

والله المستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللعبة للأسف خلقت إدمان غير مسبوق لدى صغار الشباب قد يكون لأنها خاطبت مخيلتهم بعيداً عن الألعاب اخرى الأكثر تعقيداً والتي يقبل عليها الأكبر سنا فهي تتضمن رقصات وموسيقى وحركات جسدية تشد انتباههم بالإضافة للتوجيه المركز على المزايا الإضافية (مقابل رسوم لا تقل اي منها عن 20 دينار كل مرة) لتغيير شكل
    (customze fittings) وهو ما شبه تغيير ملابس اللاعبين الكترونيا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى