لعبة توزيع الأدوار القذرة / مهند أبو فلاح

” لعبة توزيع الأدوار القذرة “

مهند أبو فلاح

التساهل الغربي في التعاطي مع الملف النووي الايراني رغم الخطوات المتقدمة العديدة التي تخطوها طهران في مجال تخصيب اليورانيوم يثير كثيرا من علامات الاستفهام و التعجب لدى المراقبين المختصين في هذا المجال لا سيما في ظل المعارضة الشديدة التي يبديها حكام تل أبيب للمحادثات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا بهذا الخصوص .

معارضة حكام تل أبيب في مقابل تساهل واشنطن و لندن و غيرهما في هذا الملف الشائك يقودنا إلى استنتاج مفاده أن هنالك لعبة توزيع ادوار قذرة تجري من وراء الكواليس بين دوائر صنع القرار في العواصم الغربية كواشنطن و لندن من جهة و بين حُكام تل أبيب تسمح بتقدم قطار التطبيع الصهيوني الخليجي في ظل مخاوف متصاعدة لدى كثير من أقطار الخليج العربي من تصاعد التهديدات الإيرانية الموجهة لها و التي بدأت تأخذ منحاً تصاعديا مع الاعتداءات الحوثية التي استهدفت مؤخرا كلا من الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية .

مقالات ذات صلة

إن نظرة فاحصة لمجريات الأحداث و تسلسلها توحي بوجود تواطؤ غربي صهيوني لفتح الابواب على مصراعيها أمام الكيان الغاصب لاختراق منظومة الأمن القومي العربي المتهلهلة و المتداعية على الصعيد الرسمي من جهة و تحقيق مكاسب شعبوية للنظام الصفوي الفارسي بين أوساط الجماهير العربية المستاءة من هذا التطبيع من جهة أخرى على نحو يبعث على القرف و الاشمئزاز بكل ما تحويه الكلمة من معنى .

الشعور بالقرف و الاشمئزاز من هذه الالاعيب لا يجب له أن يسمح بتسلل اليأس و الإحباط إلى نفوس الجماهير العربية المتطلعة إلى التغيير الديمقراطي السلمي الذي يضمن له معيشة أفضل من تلك التي حرمت منها على مدار عقود من الزمن بعيدا عن الخطر المزدوج الذي يشكله فكا الكماشة الصهيونية و الصفوية الفارسية على حد سواء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى