سهير جرادات
اجمل الالعاب الشعبية التي يمارسها اولاد الحارة في العطل الصيفية، وطلاب المدارس في حصص الفراغ، او في فترة الفرصة هي لعبة ( وقعت الحرب ..) ، حيث كان يتم رسم دائرة على الأرض بواسطة الطباشير ويتم تقسيمها الى مثلثات حسب عدد اللعيبة، حيث يقف كل مشارك على مثلث بعد ان يثبت عليها اسم #دولة، وتنطلق اللعبة بكلمة من اللاعب الأساسي بقوله عبارة ( وقعت الحرب بيني وبين …) ويعلن اسم الدولة ،الذي قرر أن يشن الحرب عليها، وفي الواقع هي حرب بين #اللاعب الأساسي وشخص منافس له، يُراد التخلص منه وإخراجه من اللعبة ، لينفرد هو واتباعه بها ..
تبدأ اللعبة ، بهروب جميع اللعيبة فور ان يصدح صوت اللاعب الأساسي ،الذي في الغالب يكون (مالك الطبشورة )، وهو المسؤول عن تخطيط ( #دائرة_اللعبة ) ، وهو الوحيد المصرح له (البدء باللعبة )،حيث يتراكض اللعيبة في كل صوب وحدب ، وبيده قرار إيقاف اللعبة بنطق كلمة ( قف )، و( القدير ) على تحديد المسافة بينه وبين (منافسه ) ، الذي قرر ان تقع عليه الحرب ، ويفرض عليه ( جبريا ) أن يبقى في حالة جمود والتوقف عن الحركة ، ويحدد عدد الخطوات التي تفصل بينه وبين منافسه (إحدى عشرة خطوة أو أكثر بقليل) ، ويقوم بزيادة الخطوة ( الفحجة ) او تقليلها ، فإذا تطابقت الخطوات مع التخمين ( يفوز ) ، وبالتالي يخرج ( منافسه ) من اللعبة نهائيا..
اللعبة لا تنتهي هنا، حيث يكون لباقي الدول او اللعيبة ( المنافسين ) دور في الخلاص من ( #المنافس ) #الرئيسي ، الذي رسمت عليه اللعبة ، وتُعقد ( اتفاقيات جانبية ) قبل البدء باللعبة او خلالها ، ويتم الرسم لخسارة ( المنافس ) لصالح إرضاء او الإذعان لطلب الشخص الذي يقف في المثلث الذي يحمل اسم دولة ، سعيا الى حماية احد اللعيبة لامتلاكه معلومات مهمة عن اللعبة ، وبخسارته تصبح اللعبة في خبركان و( العوض ) باسم الكريم ..
قانون اللعبة يخرج الخاسر أو (المنافس ) من اللعبة نهائيا ، إلا أنه في بعض الأحيان لا يقبل الخسارة ويبقى في ساحة المعركة او اللعبة ، ويشاهد مجريات اللعبة مغتنما فرصة ( انتهاء اللعبة ) للعودة الى ساحة المعركة مرة أخرى ، اذ يعود ( لاعبا ) رئيسيا مرة أخرى بتكتيكات جديدة ومتطورة ، أو ان يقوم بالتحالف مع دول أخرى ولعيبة ما زالوا في ساحة القتال ليقاتل وينافس من خلالهم ، وهو خارج اللعبة ..
رغم كل ذلك ، تبقى لعبة وهمية أو افتراضية غير واقعية ، القصد منها التخلص من المنافس لصالح احد اللعيبة الموجودين في اللعبة ، وذلك بعد تدخل جهات خارجية لها دور في تيسير امور اللعبة لصالحها أو لصالح أحد اللعيبة التابعين لها ، ويكون تدخلها كونها هي التي تدفع ثمن الطباشير الموجودة بيد اللاعب الاساسي ، والمستخدمة في رسم اللعبة ، لذلك من يدفع يكون له الحق في تغيير شروط واسس اللعبة وتحديد وقت وطريقة انتهاء اللعبة..
هذه اللعبة الشعبية تتشابه مع الواقع في سعي ( اللعيبة ) لفرض سلطتهم وهيمنتهم على الساحة ، حتى لو حولوها الى ساحة حرب حفاظا على مكتسباتهم وفرض قوتهم والتفرد بها دون منافس او منازع ، في اغلب الاحيان تنتهي الحرب والمنافسين والمتابعين غير مستوعبين هدف اللعبة او الحرب ، ومدى صدقها وواقعيتها ..
Jaradat63@yahoo.com