لطميّة الولد الجبّار / #كامل #النصيرات
حينَ أُريدُ أُريدُ؛ وحينَ تناكفُني العثراتُ أُبادلُني الرجفةَ والرعشةَ.. أُمسكُ ناراً بيديَّ؛ أدورُ على الحاراتِ؛ أُجلجلُ فيها: ابنُكِ جاءَ يُنَقِّطُ حزنًا؛ ويُلَقِّطُ حَبّاتِ الحَظِّ لِيَلْظِمَها؛ يلظِمُ واحدةً؛ تسقطُ أُخرى.. ابنُكِ مرهوبَ الجانبِ جانِبُهُ يَتَبَهدَلُ في أركانِ شوارعِهِ؛ يستجدي الأوهامَ لكي ترزُقَهُ أشتالاً في الروحِ ليزرَعَها؛ ليقاوِمَ أكثرَ؛ كي لا تبقى صحراءُ الروحِ كدوّامةِ رَمْلٍ تسحبُهُ للأسفلِ؛ تلعنُهُ؛ تبلعُهُ؛ تُقصيهِ عن الدفءِ البدويِّ المفطومِ عليه.
حينُ أُريدُ أُريدُ؛ ولكنّ العتمةَ في الضوءِ الشاملِ تسكُنُني.. إنّي كنتُ هنا؛ أحملُ كلَّ صباحٍ كُتُبي؛ ودعاءُ الأُمِّ يُرافقُني: رضا ربّي ورضا قلبي.. كفراشٍ مغرورٍ لا توقِفُني قدمايَ؛ أطيرُ؛ أصيرُ بِخُفِّ الريشةِ؛ أنتعلُ الأرضَ وآكلُ دربي للمدرسةِ الـ عاثَ بها الانَ تتارُ الطُلّابِ فساداً وخراباً؛ حطّوا الطينَ على الطينِ وضاعتْ أشيائيَ فيها؛ اسمي المكتوبُ على «الدُّرْجِ»؛ وأحلامي عند «الحَنَفِيّاتُ»؛ خرابيشي في «الحمّاماتِ»: سأصبحُ بعدَ اليوم صلاحَ الدين..!.
حينَ أُريدُ أُريدُ.. أردتُ شقائي؛ صارَ.. أردتُ مقاتلتي؛ صارَ.. أردتُ صعودَ الوحيِ منَ الوحلِ القاتلِ؛ صارَ.. أردتُ غروبَ الشمسِ صباحًا؛ صارَ.. أردتُ النكبةَ والنكسةَ والوكسةَ والقَهْرةَ والشُّهرةَ والدربَ الملغومةَ؛ صار..أردتُ الإعصارَ فطارَ الولدُ الجبّار؛ وصار بلا أيِّ قرار..!.