لست أبحث عن الشهرة
انا مشهور جدا ولم يعد أمر البحث عن الشهرة يؤرقني ،،،،
مشهور جدا ، وربما أشهر من نار على علم ، فنساء حارتنا يعرفونني مذ كنت طفلا اركض خلف أمي ، اصدقاء الطفولة ايضا ليس فيهم من نسي اسمي ،،
مشهور جدا انا ، حتى ان صاحب دكان الحي كتب اسمي في دفتر الديون دون ان يسألني عن اسمي ، وكذلك فعل الجزار والبقّال وتاجر الخضار المجاور للمسجد القديم ،،،
وعندما كبر فقري دخلت في اسواق البنوك واشتهر اسمي كعميل موثوق لدى رؤوساء اقسام السلف والقروض ،،،
ذاع صيتي ووصل الى موظفي قسم المحاسبة في عيادات مستشفى الكرك الحكومي وبعض الممرضين ايضا ، وعندما كُسرت ساقي تعرفت الى طبيب العظام واصبح صديقي الذي وعدني ان يفك الجبيرة بعد اسابيع ….
وعندما قابلت جابي الكهرباء وناداني بأسمي، شعرت بالزهو رغم انه انذرني بضرورة دفع الفواتير المتراكمة وإلاّ سيظطر لفصل التيار الكهربائي عن بيتي ..
يا الله كم ان مشهور ،،،.
كيف لا وانا صديق لمعظم عمال الوطن في البلدية وارتبط بعلاقات انسانية مع اصحاب بسطات البضائع الرخيصة على أرصفة المدينة ،،، فليس فيهم احد لا يعرفني ،،، اما اصحاب البالات فقد الفنا بعضنا حتى انني كثير ما اشتري والحساب يتم تقيده على الدفتر .
ما اجمل شهرتي الواسعة ،،،،،وما اجملني بها ،،
فجميع المتعبين في وطني يعرفونني من ملامحي البائسة التي تشبه دكاكينهم وبسطاتهم وبضائعهم وحتى أحلامهم ….
هل عرفتم حجم شهرتي ؟!
لماذا لا تعاملونني كأحد مشاهير العالم اذن؟!