لدينا ثروة اسمها (البترول الاخضر)

لدينا ثروة اسمها (البترول الاخضر)
رشيد عبّاس

البترول الاسود (النفط,) يستخدم لتشغيل المحركات والآلات, والبترول الاصفر (الذهب) يستخدم لتجميل وتزيين النساء, والبترول الاخضر(الزيتون) يستخدم لتلين وتزييت عظام الانسان وهو اهم من هذا وذاك, ولكل نوع من هذه الثروات الثلاث اماكن وتواجد على هذه الارض, فموطن شجرة الزيتون موضوع حديثنا اليوم هو منطقة شرق البحر الابيض المتوسط,, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو اين نحن من هذه الثروة (البترول الاخضر), واين نحن من تطوير مشروع البترول الاخضر؟ في الوقت الذي فيه الاردن يقع في حكم الجغرافيا في قلب منطقة شرق البحر الابيض المتوسط موطن هذه الشجرة المباركة.
والسؤال هنا, هل فكرت وزارة الزراعة عندنا يوما من الايام بتبني مشروع (البترول الاخضر) كبترول للمملكة الاردنية الهاشمية من خلال ملكة الاشجار والمعروفة بشجرة الزيتون, ام انها غائبة تماما عن هذه الفكرة, ..إسبانيا مثلا عملت على هذا المشروع, مشروع (البترول الاخضر) من مئات السنين, وتعتبر دولة إسبانيا من أشهر الدول في زراعة الزيتون وأكبر دولة مُنتجة للزيتون على مستوى العالم، حيث تنتج سنوياً ما يُقارب من 5,276,899 طناً مترياً من الزيتون, حيث يتم الحصول على 75% من هذه النسبة في الإنتاج من مقاطعة قرطبة, وتصدّر إسبانيا الزيتون إلى عدّة دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، والبرتغال، وإيطاليا.
ثم ان تونس ايضا تبنّت فكرة (البترول الاخضر) منذُ زمن بعيد, وتعتبر تونس أكثر البلدان شهرة في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في مجال زراعة الزيتون، حيث تخصص أكثر من 30 % من أراضيها الزراعية لزراعة أشجار الزيتون اي ما مساحته 1,68 مليون هكتار, وإذا استثنينا دول الاتحاد الأوروبي تصبح الجمهورية التونسية القوة العالمية الأولى في قطاع زيت الزيتون, وتبذل تونس حاليًا مجهودات كبرى لإعادة هيكلة وتعصير هذا القطاع بغية تحسين جودة زيت الزيتون والزيادة في المساحة المخصصة لزراعة أشجار الزيتون.
الاردن من حيث الموقع الجغرافي لهذه الشجرة معني كل العناية بتطوير مشروع (البترول الاخضر), حيث يبلغ فيه عدد أشجار الزيتون في الاردن حوالي 17مليون شجرة, ويتم تحويل ما نسبته 83% من الزيتون إلى زيت زيتون، و13% يستهلك كما هو, ويمثّل الزيتون ركيزة أساسية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية للأردن، ومدخلاً لمعالجة الفقر والبطالة، حيث يؤثر إنتاج الزيتون على حوالي 80 ألف أسرة أردنية, وتشير الإحصائيات إلى أن 80% من أشجار الزيتون هي أشجار مثمرة و20% منها غير مثمرة, وتتوزع زراعة الزيتون بين أقاليم الأردن بنسبة 48% في إقليم الشمال، و44% في إقليم الوسط، و8% في إقليم الجنوب.
شجرة الزيتون معمرة دائمة الخضرة، تستمر في طرح ثمارها لأكثر من 1000 عام، واليوم يقدر عدد أشجار الزيتون عالميًا بـ800 مليون شجرة، تنتمي إلى 400 صنف مختلف، وهي تنمو ببطء، لكنها تعيش فترات طويلة جدًا, وهناك الكثير من أشجار الزيتون المعمّرة في سوريا، ومنطقة شرق المتوسط, كما توجد في القدس أشجار يُقدّر عمرها بألفي سنة، وأخرى يقدر عمرها بما يقارب الـ5500 سنة, وفي كرواتيا يقدّر عمر إحدى اشجار الزيتون بـ1600 عام، بينما يقدر عمر زيتونة أخرى في منطقة بإيطاليا بـ3000 سنة.
حمامة سيدنا نوح خرجت يوما تستطلع الارض بعد الطوفان العظيم الذي وقع, ثم نزلت تلك الحمامة إلى الأرض والتقطت عن قصد (غصن زيتون), وحملته بشارة إلى سيدنا نوح ليكون دليلًا قاطعا له على انتهاء الطوفان العظيم الذي وقع، ..كيف لا وبات (غصن الزيتون) الذي حملته تلك الحمامة شعارًا للأمم المتحدة لاحقا من خلال تجسيد خارطة العالم ويحيط بها غصني زيتون.
بقي ان نقول: هل يمكن ان تجعل وزارة الزراعة عندنا غصن الزيتون شعارا لمشروع (البترول الاخضر) في الاردن في قادم الايام, ..من اجل ذلك علينا ان نبدأ من اليوم, ولن نندم ابدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى