لحظة استبصار لــ زيد الباجي

 

لكل منا إطاره الخاص في التفكير وإطاره الخاص في المعتقدات والسلوكيات والتعاملات، ويعمل وفق هذه الأطر الفكرية دون أن يعيها أو يدركها، وفي غالب الأمر تكون مكتسبة من المجتمع والبيئة المحيطة تؤثر في أغلبها على قراراتنا وأعمالنا وعلاقاتنا وتعاملاتنا.

 

البعض منا يدرك في لحظة صادقة أنه بحاجه لتغيير هذه الأطر وإعادة رسمها، وينوي ويشعر شعور صادق نابع من رغبه حقيقية في التغيير ورغبة مؤمنه بضرورة التخلص من هذه المعتقدات التي تحدد وترسم السلوكيات، ولكن للأسف لا نتيجة،… لماذا؟ لأنه لم يكن صادقاً فيما بعد الشعور، ولم يكن واعياً ومستبصراً بذاته.

مقالات ذات صلة

 

نحن جميعا كبشر نكون في أوهن حالة وأضعف نقطة، عندما يتعلق الأمر في الوعي بالذات، والذي يقصد به محاولة لتجاوز الذات من خلال تجاوز أطر التفكير المعهودة، ولن يتم ذلك إلا من خلال وضع فاصل بينك وبين إطارك، عندها يمكنك تأمل قراراتك وأفعالك وتصرفاتك، متأملاً ومركزاً بذاتك وتعيش لحظة استبصار تساعدك في محاكمتها ومعرفة دوافعها وحوافزها لتعيد تقييمها وتوجيها، وهو ما يعرف في الصورة الدينية بحساب النفس، عندها ثق بأن هذا سيعمل على تنمية ملكة الوعي بالذات، وسيدفعك لتحمل مسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه قراراتك.

 

في النهاية لو استمريت بتحميل الكون مسؤولية قراراتك وتصرفاتك بحجة إنك نشأت على هذه الأطر الفكرية التي أوجدوها لك ولا يمكنك التخلص منها، فالمشكلة باقية وستتكرر بدرجات أشد وأخطر، ولكن لو تحملت أنت المسؤولية وأدركت ذاتك وأعدت برمجتها بعيدا عن جبرية الجينات وجبرية الظروف الخارجية فأنت تسير في طريق إيجاد حلول لكل ما تريد مهما كانت صعبه.

 

لذلك فإن ذاتك تستحق منك لحظة استبصار.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى