لجنة التسعين و #مسرحية #المشاغبين
بسام الياسين
#الكتابة تعاني ازمة خانقة،بسبب تدني سقف #حرية #التعبير. لهذا انحسر الكُتاب الشرفاء حتى عادوا غرباء ؟!. لم يبق على الساحة الا الكتبة ،الذين يجترون كلامهم كالبعران.فيقعون في التكرار، لانهم لا يجرؤون الاقتراب من ” خطوط النار ” خوفاً من مُساءلة او طمعاً في أُعطية. عنوانهم :ـ “سكن تسلم”،بينما العالم متحرك،يركض نحو التغيير،وامتنا ـ خير الامم ـ تعيش في سبات الجاهلية العلمية،رغم حلول الشاحنة مكان الناقة،و الفورميلا بدل الحصان،اما الذين يخالفون السائد البائد، ويجاهرون بالحقائق فلهم العصا.
نتغنى بعنترة العبسي دون سيفه البتار.نتبنى عباس بن فرناس دون جناحيه المحلقين .فكيف ننخرط بالالفية الثالثة.الفية ثورة التكنولوجيا،وملابسنا الداخلية مستوردة وشفرات لحانا يصنعها الكفار. ومكذا نمضي ايامنا ثرثرة ، مشاجرات مسلحة، جاهات تقودها نخب الصدفة،غش في الاسواق اصبح ظاهرة، وارتفاعات يومية لا تطاق لها وقع الجائحة. جو خانق .مناخ يشي بتسونامي شعبي ،سيكنس الطفيليين والعوالق. دليلنا تقاطيع الناس المخيفة. الوجوه المكفهرة. فهل الحكمة في هذه الحالة، ان تبلع لسانك ام ان ان تجأر بصوتك لتُسمع الدنيا بمعاناتك.
رب قائل،لا صدى لكلماتك.اقول :ـ #الكلمة منارة،تدل على معالم الطريق.تكشف ما يجري من تهليس وهي إبراء للذمة زمن الخيانة.فمن آثر العتمة على الهدي ـ ليذهب بستين داهية ـ. نسأله يا هذا :ـ ما قيمة الانسان ان تجرد من قيمه و فقد زمام امره،يطأطيء راسه كالدابة بين القطيع ؟!.سؤال معلق على الشفاه :ـ اين اذهب ؟!. اين نحن ذاهبون ؟!. لا احد يفكر بركوب قوارب الموت هرباً ؟. البديل ان تحمل صدفتك على ظهرك، وتنسحب داخلها لتتقي ما حولك،ومع ذلك لن تفلت !!!. فيا الله ما اسوأ الحياة حينما تضيق الاوطان وتتسع المنافي.
سماؤنا كالحة.امطارنا حمضية تقتل التنوع الحياتي.جرائم تبعث اليأس ،انتحار من يأس.لا بصيص امل. سؤال لم يُسأله سائل:ـ اذا كانت الحكومة ضعيفة :ـ اين الدولة العميقة ؟! اين الحكماء ؟!.اين الشعب الذي تعبقر في النقد والشتم والتجريح وغاب عن التصحيح ؟! .
الكل تنمر على #الوطن.والمتنمر بيننا ـ منا وفينا ـ، يحمل في داخله ديكتاتوراً صغيراً مستبداً،لكنه في حقيقة امره شخصية مريضة خاوية. شخصية تُخفي إحساساً بالدونية،فيتمظهر بالقوة والمعرفة، لخداع الناس،مع انه اشبه بتمثال بلا قاعدة. ركلة تسقطه، كلمة تحطمه. فالمتنمر ليس بالضرورة ان يكون سوقياً بل قد يكون في اعلى الرتب و يتصدر الامكنة.
نقطة ضعفه انه لا يرى في افعاله ما يدعو للخجل،الا حينما يفتضح سره،ويطفح كيله.لهذا،الوطن ليس بخير، والخوف سيد المرحلة من مستقبل غامض ومتنمرين بلا ضوابط.وضع مأزوم يستدعي السؤال :ـ الى متى يبقي الشعب يرمي مسؤوليته على غيره ويكتفي ” بصف الحكي” واستمطار اللعنات على من ظلمه.
الاحساس بالخوف يضعف المناعة الوطنية،ويُولدّ انشطاراً نفسياً لدى العامة وشعوراً بالغربة داخل الوطن، ورغبة لهجره . خاصة ان مسرحية الاصلاح غير مقنعة، وقصة التغيير مجرد لعبة . وكأننا نشاهد عادل امام في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، يداعب سهير البابلي “المعلمة الاصلاحية” ،وهو محمول على الاكتاف، في مشهد جنائزي ساخر:ـ شفتيني وانا ميت !!!. وبدورنا نقول للجنة التسعين :ـ شايفينا واحنا بنموت ؟!.