
لا نذكر شيئاً..
#خاص_سواليف
#احمد_حسن_الزعبي
مقال الأحد 7-9-2025
من يذكر الآن وهو يحضّر كتب طفله في حقيبة المدرسة ” #يوسف_أبو_شعر_كيرلي” الذي استشهد في بداية الحرب على غزّة ..؟
من يذكر عندما يفتح على عواجل الجزيرة ” #حمزة_الدحدودح ، #محمود_الدحدودح و #اسماعيل_الغول وسامر ابو دقّة”؟
وعندما نشاهد تقريراً عن #مجاعة_غزة التي لم تنته بعد نشاهد “ظلاً” ناقصاً ؟ انه ظل أنس الشريف!!.. من يذكر #أنس_الشريف الذي ارتقى قبل أيام قليلة؟..أنس هل ما زلتم تذكرونه؟..
وعندما نشاهد #خوذة_الصحافة الزرقاء من يذكر الصحفي #محمد_قريقع؟..
من يذكر “سلوى دحلان” التي لم تأكل منذ أسبوع وكانت تتمنّى وجبة مفتول على دجاج!!..
هل تذكرون د.#حسام_أبو_صفية؟! بالمناسبة ، ما زال على قيد الحياة…يقبع في المعتقل لأنه لم يخذل انسانيته ولا رسالته ..تمر الدقيقة عليه أطول من سنة..لا يرى الشمس سوى نصف ساعة شهريا…من يذكر من يذكر.. من يذكر أننا لا نذكر شيئاً…وفاؤنا قصير.. حزننا لحظي .. ضمة “النعناع” تدوم أكثر من ذاكرتنا..
ترى كم عدّلت مشاهد المجاعة من سلوكنا اليومي؟..كم اختصرت من كمية الطعام المهدور؟ من ترفنا المبالغ فيه؟..كم وجبة في الأسبوع يتعفف أبناؤبنا عن اكلها؟؟..كم مرّة حضر معنا على المائدة صورة #طفلة تضوّرت جوعاً..او بكاء الطفل الذي جال العالم كصوت الآذان ” #انا_جوعان”…لم يتغير فينا شيء..
ثم يسألون عن الملّثم!!..يبحثون عن مصيره..يترقّبون بياناً رسمياً..قلقون على اللثام أم على صاحبه؟؟..قلقون من أن تنقص “متعة” الاستماع اليه فقط..الا نصفّر له عند ظهوره على الشاشة..الا نصفق له على طريقة تسجيل الاهداف..الا نأخذ أقواله “هاشتاقات” على صفحاتنا ..وهو الصابر الصامد المجاهد الباحث عن الشهادة منذ الولادة، الذي يكتب بياناته بالدم والجوع والنار …ومع كل هذا في اليوم الثالث الرابع العاشر من “الخبر” لم يعد يسأل عن مصيره أحد!.
#غزة كلّها #الملثم..وكلها أنس الشريف..وكلها سلوى دحلان..وكلها حسام أبو صفية..أصغر شهيد مجهول الهوية ..يمثّلها..وأعلى قيادي يمثّلها أيضاَ…متى نذكرهم؟ كيف نذكرهم؟ كم سنبقى نذكرهم؟؟…لو اننا أوفياء الى قضايانا – حتى الشخصية منها- كما هم اوفياء الى قضيتهم..لما هُزمنا في #معركة_الحياة.
..ربما ربما هناك ما هو أوجع من #الموت.. أن يقابل #الغياب بخذلان..وأقسى #الخذلان خذلان #النسيان..
ذاكرتنا “هضمية” بعد أن نبتلع الخبر..لا نذكر شيئاً…
ahmedalzoubi@hotmail.com