لا نامت أعين الجبناء / عمر عياصرة

لا نامت أعين الجبناء
حادثة تفجير الدورية المشتركة “امن ودرك” على طريق الفحيص، لن تنال من معنوياتنا، ولا من عزيمتنا على مواصلة تنقية اجواء الوطن من الارهاب وفكره وأدواته.
أنا متأكد انها مسألة ايام حتى يتم الكشف عن هؤلاء الجبناء، فحارتنا ضيقة، والجهاز الامني خبير جدا في مكافحة الارهاب، ونجاح هذه العملية الجبانة لا يؤثر في قيمة قدرته، ومساحة انجازاته.
لا معلومات واضحة لدينا يمكن تحليلها، باستثناء ان المجرم استهدف مهرجان الفحيص الثقافي، واستخدم عبوة بدائية، لكنه لم يكن بدائيا في مراقبته لموقع الدورية وتوقيتاتها.
معركة الاردن، والمنطقة، مع الارهاب لم تنته بعد، وعلينا ان لا نتكاسل بالتعامل مع البقايا التنظيمية لداعش واخواتها، مع ضرورة الانتباه الى المسألة الثقافية التي تواصل تفريخ المتشددين وإرهابهم.
سنعرف بعد القبض على المجرمين لماذا قاموا بالعملية، اهو استهداف سياسي يشبه تفجير الفنادق وعملية الركبان، ام انه مجرد تطرف فكر اجتماعي تحول لعمل مادي، يذكرنا بأعمال بداية التسعينيات التي استهدفت خمارات ودور سينما.
انا شخصيا اميل الى الثانية، فقد ربحت الدولة حربها مع داعش ومع الفلول المرتبطة بها، ضيقنا عليهم كل الفجوات، ولم يبق لهم الا الهزيمة والاعتراف الاجرائي بها.
لكن بالمقابل، هناك تشدد فكري سينضج ما دامت مبرراته قائمة، وعلينا ان نعترف ان حقبة من مكافحة الارهاب انتهت بأدواتها ومعطياتها، ولابد من مقاربة جديدة تعيد الاعتبار للاسلام المعتدل، وتعطيه بعض الاوكسجين.
رحم الله الشهيد الرقيب الدركي علي قوقزة، ولعل اهله ونحن وكل الاردنيين بانتظار إلقاء القبض على المجرمين الارهابيين، لتطمئن قلوبنا، ويقنع الارهاب ان معركته في الاردن خاسرة امنيا، واتمنى ان تخسر ثقافيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى