لا شيء لأخسره / نور الجابري

لا شيء لأخسره

لا إرثٌ
لا شجرةٌ أفيءُ بظلها
و لا أنشودة طفل انام على أنغامها
لا شيء لأخسره
انا بقايا ذاكرة
انا جسد متهالك
انا رفيقي حين يحتل الجسد المرض
انا مسمار تحت المطرقة
ولا شيء لأخسره
لا فرح يؤججني
او أمل يحاورني
أمست الحياة مستنزفة
لا انطق سهوا بلغتي
ابحث في أحرفي عن فكرة متحررة
فلا شيء لأخسره
لم اجد نفسي
لم اكلم غيري في السكون
لم استعمل المفردات التي لا املكها
فليس لي من احاوره
ليس هناك تفاحة
تسقط عليَّ
كي أطور قانون الجاذبية
و لست بعالم في الفلك
لكي احدد لي هوية
ولا شيء أملكه لأخسره
و لا املك و لو خرافة مصدّقة
اخرج من صمتي لادخل في سكوني
أغادر كلماتي
اُطبق جفنيَّ
افكر في فكرة مستعصية
ثم اعود الى غرفتي
ممسكا قلمي و فاقداً للذاكرة
أصحو لأجدني غارقا في الظلام
ركاما فوق فكرة عارضة
ربما بيتي هو الذي
استندتُ عليه صدفةً في المقبرة
لم يكن اسمي على القبر
فليست للقبور شواهد
لكن لم يبكِ احد علي
كنت في القبر وحيدا
و مضيت في العمر لآخره
رغم اني لم املك شيء لاخسره
تقدمت من نفسي
و حاصرتها بالأسئلة
من انتِ
كيف تكونت
من ما تشكلت
و لضيق الوقت
تركتها حائرة
هو العمر يمر سريعا
فاختر أفضل النهايات
لا تمت منكسرا
لا تمت خائفا
مت حائرا اذا شئت
مت كيفما طفل يقبل أمه على
على وجنتها
مختصرا كل المسافات
لتصبح الأحلام مصغّرة
فلا شيء لتخسره

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى