لا جديد بقرار المستوطنات ، بل تمهيدا لسياسة اسرائيلية قادمه
فؤاد البطاينة
إن الاخراج الكاذب لقرار المستوطنات الأخير والضجة وردة الفعل العربية والاسرائيلية عليه ، دليل انحطاط متميز في الوجود العربي على ساحة الأمم ودليل وجود إعلام خفي مبيت وخبيث موجه للشعوب العربية . وبالتأكيد له علاقة بالظروف السياسية الدولية في منطقتنا والقضية الفلسطينية . ليست القصة في دولة عربية تبنت مشروع قرار كوسيلة لفتح نافذة مقايضة على ادارة ترمب ، ولا بسحبها مشروع القرار إثر اتصال ترمب بها ، فهذا هامشيا من الماضي .
إن القصة التي نعيشها هي دائما ليست القصة الحقيقية ، بل تغطية عليها أو لاستخدامها . ففي هذه الأيام صارت القصص تُخلق من خبر كاذب يُبث إلينا . وكان أخر الاخبار هذه قد جاء في إطار اصدار مجلس الأمن للقرار رقم 2334 بشأن رفض الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتله بعد أن امتنعت امريكا عن استخدام الفيتو .
فهذه كمعلومه بهذه الصوره هي صحيحة . ولكنها معلومة زفت إلينا وعممت على الاعلام بخبر يقول بأن هذا القرار هو اختراق سياسي وتاريخي وحدث جديد بمضمونه ونصه ، وبموقف جديد لأمريكا . واكبه غضب اسرائيلي غير مسبوق .مع أن هذا كله عار عن الصحة .، وملعوب هادف الى سياسة اسرائيلية جديدة اتجاة القضية الفلسطينية سنشهدها
أتكلم هنا كدبلوماسي اردني عمل في الأمم المتحد أحد عشر عاما . وأقول لشعبنا العربي بأن القرار الأخير بكل فقراته لا يتضمن أي جديد ولا سياسة جديدة او موقف جديد أو تصويت مختلف لأمريكا والدول الأوروبية أو لدول العالم . بل أن القرارات السابقة تضمنت ما هو أكبر . وأبين أمامكم التالي وأقول لوزير اعلامنا وإعلامنا تريضوا وانتبهوا ، فنحن اصحاب قضية غريمنا فيها يمتلك من القدرات والأدوات ما يفوق التصور .
سبق وصدر عن مجلس الأمن قرارات بشأن الاستيطان الاسرائيلي منها رقم 446 بتاريخ 22 \ 3 \97 ورقم 452 بتاريخ 20 \ 7 \ 79 ورقم 471 بتاريخ 5 \6\ 1980 . و تضمنت اعتبار الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة منذ عام 67 بما فيه القدس باطلا ولا قيمة قانونية له وأن نتائجها خطيرة ،وبأن السياسة الاستيطانية والمستوطنات تشكل عقبة خطيرة أمام تحقيق السلام في الشرق الاوسط وتتعارض مع اتفاقية جينيف التي تنطبق على الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة . وطلبت القرارت من الحكومة الاسرائيلية ومن الاسرائيليين انفسهم ايضا التوقف عن الانشطة الاستيطانية ، أو التخطيط لأية مستوطنات . بل أن القرار 471\ 1980 طالب جميع دول العالم بوقف تزويد اسرائيلة بكل ما يساعد أو يستخدم لبناء المستوطنات . وكل هذه القرارا مرت بتصويت ايجابي لكل أعضاء المجلس وبتصويت أمريكا بالامتناع ( أي لا فيتو ) . فلِم الضجة الاعلاميه على انه اختراق سياسي ، ولم الغضب الاسرائيلي وهو بالتأكيد مفتعل وهادف .
عزيزي وزير الاعلام ثانية أقول نحن أصحاب قضيه اكبر من الجميع . تصريحك إن كان واعيا وحكومتنا واعية عليه فنحن ( يفتح الله ) وإن لم يكن واعيا فإنه ينم عن عدم دراية اردنيه رسميه بالموقف الدولي وعلى رأسه موقف امريكا والأوروبيين من مسألة المستوطنات وكل مكونات القضية الفلسطينية . فهذه الدول لديها سياسة ثابتة وموثقة في ملفاتها وملفات الأمم المتحدة بشأن تلك المكونات . والتطبيق لها هو الغائب دائما . فكل قرارات مجلس الأمن التي صدرت وتصدر لصالح العرب هي ليست للتنفيذ بل لتمويت مضمونها بمرور الزمن . أما القرار الاخير فسببه أو قيمته تكمن بالطريقة التي يسوق بها على أنه حدث جديد واختراق . وبانفعال اسرائيل المفتعل . والمحزن ما نراه من ابتهاج وتفاؤل في فلسطين رسميا وشعبيا . وأتمنى على زميل الماضي مندوب فلسطين السيد رياض منصور أن يعود اليه ،ويبين الواقع لحكومته وشعبه فهو أيضا مواطن امريكي وسياسي خبير .
وأخيرا أتكلم بصفتي فلسطينيا فباب الانتساب للشعب الفلسطيني مفتوح لكل عربي لأن الفلسطينيين وحدهم من لم تلوث سايكس بيكو عروبتهم ووحدهم بقوا عربا فقط بلا هوية ثانيه ، ووحدهم من يدفع الثمن على مدار الساعة . وهم المعنيين بالخبر الكاذب وهدفه . أقول بصفتي هذه شكرا لتلك الدول التي أعطت درسا لمن يخونون شعوبهم وقضاياها ، شكرا لأصحاب المبادئ الذين يقفون مع قضية الشعب الفلسطيني ، شكرا لمن يحترمون أنفسهم .