لا تنتقد مشي الجمل وأنت حاشي
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
مقولة لو أدرك معناها الكثيرون لكفتهم ولجمت الشعور المتنامي لديهم بنقد الآخرين، الذين يتفوقون عليهم في أمور كثيرة، فكما قيل ويقال “رحم الله امرأً عرف قدر نفسه فوقف عنده.
لو انشغل الناس بإصلاح أحوالهم وتحسين ظروف معيشتهم، لكفتهم عن الخوض في أمور الغير، ناهيك عن الغير الذين يتصفون بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة ومراتب الدنيا الطيبة، فلكل #مجتهد نصيب، ونصيبك كما قيل سيصيبك، فإن كان خيرا فهو لكل ولغيرك وان كان دون ذلك فهو عليك وحدك.
ان الخوض في أمور الغير من العامة وعدم الوقوف عند حد النقد بل التمادي في القذف والطعن دون وجه حق، يتسبب في الاضرار بالأمن المجتمعي وانتهاك الحريات، والتمادي في إطلاق العنان للنفس دون أي وجه حق، فطالما أنك لا تفقه في أمر ما وليس مطلوبا منك الخوض فيه، فلما تقحم نفسك في هلاكها وانتقاد من يصفون بالخلق والعلم.
ومن جانب معرفة الأشياء ووضعها في نصابها الطبيعي وتطويرا للمهارات الشخصية لدى الفرد وتنميتها، فإن معرفة قدرات النفس تساعد في تظليل العقبات وصولا الى البر الأمن النسبي، فكل نفس لها قدرات قد يجهلها صاحبها ويطلق العنان للتذمر وفقدان الحيلة في حين يمكنه عمل الكثير لو وثق بنفسه واستخدم كل القدرات الكامنة لديه.
انك قد ترى شخصا ضعيف الجسم ولكنه قوي البصيرة وله رأي يستفاد منه، وقد ترى كامل الجسم ينقصه #الثقة بالنفس، فالمواقف هي التي تصنع الرجال وتصقلهم وتخرج المخزون الكامن لديهم.
لذا عود نفسك طلب العلا حتى لا تبقى في الأسفل، فإنك وان لم تصل لهدفك وسقفك العالي، فانك حتما ستصل إلى مستوى أعلى بكثير مما أنت فيه، فاجعل طموحك يلامس عنان السماء.