لا تناقض في معاني كلمة ( وراء) في القران الكريم
حل اشكال تعدد #معاني كلمة ( #وراء ) وتناقضها الظاهري في #القران_الكريم
يقول العلماء ان كلمة ( وراء )وردت في القران بأربع معانٍ هي بمعنى (خلف )كقوله تعالى ( فنبذوه وراء ظهورهم)١٨٧ آل عمران.
وبمعنى (امام )كقوله تعالى ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) ٧٩ الكهف. وبمعنى (غير) كقوله تعالى ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ٧ المؤمنون و٣١ المعارج.
والمعنى الرابع هو (بعد) كقوله تعالى ( وامرأته قائمة فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب). ٧١ هود.
الملاحظ ان كل من أورد هذه المعاني من العلماء لم يفسر هذا الاختلاف والتناقض في المعنى سواء من كان من علماء هذا العصر كالشعراوي او من القدماء كما في معجم مقاييس اللغة لابي الحسن ابن فارس.
أما أنا العبد الفقير فأعتقد أني هديت الى حل هذا الاشكال. ومفتاح هذا الحل بسيط. فكلمة وراء حسب اعتقادي مشتقه من الفعل (ورى) والمشهور منه ورّى بتشديد الراء. ومنه التورية وهو قول شيء وارادة غيره. أي اخفاء الامر. فمعنى ورى الاصلي هو الاخفاء. وعليه فمعنى (وراء )الواردة في القرآن الكريم تحمل معنى الخفاء. وسواء أكان الخفاء ناتج عن كون الحدث او الشيء وقع في الماضي فهو من الغيب الزماني او المكاني الماضي او انه من الغيب المستقبلي المكاني ( وراءهم ملك ) وأما الاية (فنبذوه وراء ظهورهم) اي اخفوه عن أعيونهم كأنه غير موجود فهو غيب ماضي مكاني . فبهذا نجمع بين معنى خلف وامام المزعومة للكلمة وراء.
أما المعنى الثالث للكلمة كما وردت في القران الكريم فهو كما يقول المفسرون انها جاءت بمعنى ( بعد). وهذه هينة ايضا. فالخفاء المستقبلي هنا خفاء زماني اي انه خافٍ لأنه سيقع في المستقبل بالنسبة للمقارن به. (ومن وراء اسحاق يعقوب). فيعقوب هو من سيأتي في المستقبل بعد اسحاق الذي هو ابوه
أما المعنى الرابع لكلمة( وراء) اي (غير) كما في الاية الكريمة (فمن ابتغى وراء ذلك) فهذا واضح ايضاً ، فالمعنى ان من ابتغى غير ما ذكر اي فمن ابتغى ما لم يذكر. وما لم يذكر هو خافٍ متواري. اي كل ما اختفى بسبب عدم ذكره في المباح فهو مُحَرّم
والله اعلم.
