لا تبحثْ عن السعادة

لا تبحثْ عن السعادة / كامل النصيرات

الذين يبحثون عن السعادة سيقضون العمر وهم يحفرون في الصخر كي يجدوها. لأن السعادة بالمختصر لا يُبحث عنها لأنها كالخلود في البحث لا يأتيان إلاّ إذا كان البحث نفسه سعادةً وخلوداً.

السعادة هي الراحة والانسجام. السعادة هي التعب والرضا عن التعب. السعادة في الألم حين تتلذّذ فيه. السعادة هي أنت حيث كنت. لا حيث يأخذونك. السعادة أن ترى ما تريد لا ما يريدون لك أن تراه. السعادة ليست (واحد زائد واحد يساوي اثنين) بل (واحد زائد ما شئت من الأرقام يساوي واحد) والواحد الأول في كلّ الأحوال هو أنت..!

لا تبحث عن السعادة في فم أحد أو بالقرب منه. لا تبحث عنها في تصفيق حار ليراك الداعون وتلقطك الكاميرات. لا تبحث عنها في كذبةٍ تفتريها ليعجب بك المزيّفون مثلك. لا تبحث عنها في كركبة الطريق وأنت تحاول أن تخفي أصلك وفصلك وحسبك ونسبك وتستبدلهم بما هو أدنى ولو كان أجمل لأنك لحظتها تشعر بالمرارة لا بالسعادة.

مقالات ذات صلة

لا تبحث عن السعادة. بل التفت لها. هي معك. هي كل ما فيك حتى في لحظة النكد والقهر. هي كيفيّة تعاطيك وتعاملك مع كل ما يحيط بك ويهبط عليك. لأن السعادة تجتمع مع الحزن أيضاً ومع قمته. فالسعادة في نهاية الشوط هي إحساسك بأنك فعلتَ ما تريد دون أن تؤذي الآخرين أو تضحك عليهم.

لا تبحث عن السعادة بل ابحث عن نفسك فيك وأبدأ مشوارك مع السعادة في شوارع الهزائم المفروضة عليك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى