لاب إكويبمنت
رامي علاونة
لأن حال الأب على قد الحال، كان مصروفه محسوبا بالدينار و لا مجال لدينار واحد فوق الميزانية، لجأ صاحبنا الى حيلة خبيثة للضحك على والده و زيادة مخصصاته المالية، فكلما احتاج الى دعوة صديقته على فنجان قهوة، او مشاهدة فيلم في السينما مع اصحابه، او سهرة في احد كافيهات شارع الجامعة كان يطلب من الأب خمس ليرات و عند سؤال الأب عن السبب، كان يجيب:
بدي أشتري
Lab Equipment
ولكون الأب المسكين لا يعرف الإنجليزية ولا يعرف أي شئ عن دراسة الهندسة، لم يكن يجادل او يسأل ماذا يقصد الابن ب’ لاب إكويپمنت’، فكان يعطيه ما يريد ويعوض هذا الإنفاق الطارئ من خلال التقتير على باقي أفراد العائلة أو الاستغناء عن شراء بعض الحاجيات اللازمة للبيت.
استمر صاحبنا على هذا الحال مستغلا طيبة الأب وحرصه على توفير كل ما يلزم فلذة كبده في سبيل الدراسة فكان أمله -اي الوالد- ان تكتمل فرحته برؤية ولده و قرة عينه مهندسا قد الدنيا.
ذات يوم صادف الأب صديقا لابنه في السوق كان يدرس في نفس الكلية ودار بينهما حوار سريع عن الأحوال و الدراسة، فتذمر الرجل من كثرة الحاجة لشراء ال ‘لاب إكويپمنت’.
كانت الصدمة كبيرة على الأب عندما أخبره الشاب ان دراسة الهندسة لا تحتاج لشراء أي شئ اضافي و أن الجامعة توفر كل ما يلزم للمختبرات و المساقات العملية.
أكمل الرجل مسيره و ما هي الا خطوات معدودة حتى أحس بضيق في صدره ووقع مغشيا عليه.
———————————————————-
بعض أحداث هذه القصة حقيقية حدثت قبل حوالي عقدين من الزمان، ولا أعرف لماذا أتذكرها كلما سمعت او قرات شيئا عن قصة المفاعل النووي الأردني.