لائحة عِرسان / نداء أبو الرُّب

لائحة عِرسان

تتصل إحدى النساء بغيرها لتفصح لها عن رغبتها في زيارتها ورؤية ابنتها الحسناء لولدها الأمير، يمضي كل شيء على ما يرام، يتبادل الجميع الأحاديث بكل مودة واحترام، يخرج العريس وأهله والسعادة تغمرهم ويعبرون عن إعجابهم بأهل العروس واستقبالهم الجميل، ليتصلوا بعد فترة سائلين عن رأيهم ويأتيهم الرد المستحيل، بأنَّ الفتاة ترغب بإكمال دراساتها العليا ومشوارها طويل، ليتبين بعد وقت، بأن تلك البنت، واقعة في غرام زميلها في الجامعة تنتظره حتى يتحسن وضعه المادي، ولكنها تستمتع بتسجيل أسماء العرسان في لائحة دماغها وتستقبلهم وتجاملهم بشكل عادي، والعجيب بأن أهلها قد يكونون معها شركاء في المؤامرة، يروق لهم توافد الخاطبين عليهم ليعيشوا أجواء الخطبة ويخوضوا تلك المغامرة..!!!

كل هذه الأمراض المجتمعية لم تندثر بعد، على الرغم مما شهدناه من تقدم وتطور، لا زالت عقول أكثر الناس حول المظاهر والشكليات تتمحور، لا أدري ما المتعة في استقبال الكثير من العائلات لوفود العرسان وهم يضمرون مسبقاً الرد، بعدم الموافقة على العريس وإضافة اسمه فقط في خانة فارغة ضمن لائحة العرسان الذين تم رفضهم، أي نفسية تلك وأي عقد نقص؟ يخضعون معظم العرسان وأهلهم لتجارب التفتيش والفحص، ثم يقولون لهم بكل استهتار لا يوجد نصيب، بدلاً من النطق بحقيقة وجود حبيب!

كنا نظن بأن الزواج التقليدي يظلم الفتاة ويضعها في موقف محرج بعرضها كل جلسة على عريس مختلف، ولكن تغير الوضع هذه الأيام، وزادت بكثرة القصص التي نسمعها عن عرسان تعرضوا للخديعة، كمن تخطب مثلا أول طارق لباب أهلها، لتقهر حبيبها وتجعله يتعجل في طلب يدها، ومتى ما أسرع الحبيب في القدوم، تفسخ خطوبتها بكل خبثٍ وتترك خاطبها ضحية قلبها المشؤوم..! كأنه أصبح لزاماً على كل امرأة أن تتفاخر فيما بعد أمام زوجها، بأن فلاناً خطبها وآخر مات لأجلها لتشبع غرورها وتسرد على مسامعه قائمة الرجال الذين رفضتهم، وبأنه الوحيد الذي فاز بها..!!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى