لائحة الطعام الاسرائيلية ” المنيو”

#لائحة_الطعام #الاسرائيلية ” المنيو”
د. #عبدالفتاح_طوقان
.”هدوء المنطقة، استقرار دائم، تحضير الوكلاء والصراع التالي” هي المصطلحات التي يستخدمها صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة مؤخرا في مقابل مصطلحات يطالب بها بعض من الحكام العرب “وقف الاقتتال، حل الدولتين، تبادل الاسرى و اعمار غزة”.
اما في الجانب الاسرائيلي فلا استقرار دون ابادة جماعية لغزة و تهجير كامل للشعب الفلسطيني باتجاه سيناء، لا انهاء ولا هدنة الا بتبادل كامل الاسرى الاسرايئلين مقابل بعض من و ليس كل الاسرى الفلسيطينون في السجون الاسرائيلية ، لا حل لدولة و لا دولتين و علي الاردن استيعاب الفلسطيين لديه اضافة لمن سيتم تهجيرهم لاحقا من الضفة الغربية.
وللاسف لا يتصرف بعض من الحكام العرب الا من خلال اهوائهم و شبقهم في البقاء علي كراسيهم دون اي اهتمام بشعويهم او الفسلطينيون ، وهم يرضخون الي المرحلة الجديدة التي تضع المصالح الأمريكية أوّلًا والمصالح الإسرائيلية في الخانة ذاتها وليست ثانيًا ولا ثالثًا
لا احد قادر ان يتنباء متي ستنتهي عملية “طوفان الاقصى” حيث ان “حماس” بفصائلها وأجهزتها قادرة على تجديد ذاتها حاليًّا على كافة الأصعدة من تسليح وتعبئة ودخول جديد في موجة حرب أخر، ولا احد يعلم متى ولا كيف ستهداء الجامعات الامريكية بعد سقوط ورقة التوت الامريكية و انكشاف عورتها التي كانت تتبجح بديقراطيتها وحرية الرأي بعد ان اعتقلت اكثر من الف من طلاب الجامعات المتظاهرون في خمسين جامعة علي مستوى امريكا، ولا متى سيستكين الشارع العربي المشتعل، ولا متي ستتوقف اسرائيل عند نقطة معينة او حد من حدود غزة التي قدمت 35 الف شهيد ، في وقت اسرائيل مستمرة في الآبادة و الفصل العنصري لأنها تسعى الي انشاء قناة بن جوريون من غزة الي ايلات لتضرب مشروع قناة السويس و تحرم مصر من دخل القناة لتزيد من اضعافها وانهاك قواهها بعد ان اخرجتها من دأئرة السياده والريادة العربية.
أن ما بعد غزة ، بغض النظر عن المنتصر من الطرفين سيعصف ببعض من الحكام العرب وبروؤساء وملوك جميع الفصول: واذا كانت بعض منها قد اجتازت عاصفة الربيع العربي ونجت من السقوط الا انها لن تتمكن مهما تحالفات محليا و داخليا وخارجيا أن تنشأ تضامنا كليا فيما بينها خاصة أن أمريكا وقوى الغرب اعلنت ان سياستها المستقبلية البحث عن و تحضير وكلاء جدد و تمهيد للصراع التالي . ويقصد بالصراع التالي تهجير سكان الضفة الغربية للمملكة الاردنية الهاشمية التي هي في مهب الرياح لان المطروح هو حل المشكلة الفلسطينية علي الارض الاردنية، شاء من شاء وغضب من غضب. اما مصر فترتيبات نقل الفلسطيين الي سيناء رغم المعارضة المصرية لها الا انها ستهبط باجنحتها مقابل تفاهمات وترتيبات امريكية خليجية تتولى ثمن ذلك الانتقال بعد الدخول الى رفح.
و فيما يتعلق بالهدوء التام فأنه يعني ردم المقاومة و انهاء كل اشكالها، و الاستقرار الدائم يعني دمج اسرائيل في المنطقة العربية و التطبيع الكامل بلا شروط مع المملكة العربية السعودية. هذا ما تطرحه استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية.
بات واضحا ان الاستسلام الذي بدء باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 ، لم تأت لفلسطين بشيء، حتى كرسي الحلاق الذي تحدث به السادات رمزيا انه اتى به في محل الحلاقة الاسرايلية لم يأت ، و كان السادات قد “حلق له على الناشف ” حسبما يقول المثل المصري ، وايضا معاهدة وادي عربه التي هي مكملة لكامب ديفيد و كانها اضافة بنود ، بينما كانت لمفاوضات إسرائيلية فلسطينية عام 2000 وقبلها ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الذي هو اتفاق خنوع و ارتهان مغلف بورقة اطلق عليها سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، تلك ما سميت باوسلوا فضيحة وخيانة سلم المفاوض الفلسطيني بقيادة الرئيس ياسر عرفات 87 بالمائه من ارض فلسطين لاسرائيل ، واعترف بها مقابل جمعية تعاونية بلا ارادة او استقلال يطلق عليها “سلطة” كل مؤهلاتها انها تعمل مثل اي بلدية في اسرائيل وظيفتها النظافة والامن ومنع المقاومة ولها حق الاجتماع و التصويت فيما يتعلق باي من تلك الامور فقط لا غير، و تم مسح فلسطين من المجتمع الدولي و خارطته علي يد “ابو عمار”.
هكذا ظنوا من سلموا البلاد الي ان اتت “حماس” فانارت من جديد شعلة المقاومة ، و كانت “غزة” كرة الثلج التي تدحرجت وكبرت من استراليا الي امريكا مرورا بالقارة الافريقية و الاوروبية، و بات واضحا ان قضية فلسطين هي عالمية وليست محصورة في غزة، و انها هي الأبرز والأكثر إثارة حركت ليس فقط الشارع العربي وانما شوارع العالم و ضواحيه، و بالتالي تحالفات بعض من ملوك وروؤساء بعض من الدول العربية ، وزياراتهم لبعضهم ضمن ما تطلق عليه صحافة ” التحايل و الادعأء الكاذب” و تزينه للشعوب انها تاتي في ضؤ التفاهامات لاجل “غزة” بينما الحقيقة انها تنبع سرا من امريكا وبريطانيا ويغذيها الاستعمار بوجهه الصهيوني الجديد للقضاء علي المقاومة و ابطال مفعولها الحماسي فأنه لن يحميها بعد غزة فهي علي قائمة ” المنيو الاسرائيلي”، و المنيو اي قائمة الطعام الاسرائيلية لا تخلو من “طبق الاردن ” و “طبق مصر و تحديدا سيناء” و طبق “العراق” لتصبح المائدة الاسرائيلية ما بين نهر الفرات و نهر النيل .
aftoukan@hotmail.com.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى