البث المباشر ألو نعم / إبراهيم أبو حمدة

البث المباشر ألو نعم
نحن شعب مغرم بالعبوس ، وهذا معروف عنا ، حتى أصبحنا مضرب المثل بالعبوس فيقال أعبس من أردني ، هكذا نحن وهذا طبعنا ، في دفتر الحب نشامى ، وفي دفتر الضحك ثكالى .
ليس هذا ما يزعج ، وإنما الذي يزعج هو تلك البرامج الإذاعية التي يجبروننا على سماعها كل صباح ، فلا يكفينا أزمة السير وأزمة المواصلات حتى يزيدونا هما ليس بيدنا دفعه وخاصة إن كنت من مرتادي وسائل النقل العام فهذه الوسائل هي المتعهد الوحيد لإيصال تلك البرامج للمستمع الحزين.
تبدأ نسبة الهم بالارتفاع تدريجيا ويبدأ الحاجبان بعقد المجلس الدائم على الجبين مع اول اتصال على أية محطة أردنية دون استثناء ، فقد أصبح عرفا في كل الإذاعات الأردنية أن تبدأ برامجها بالشكاوى …
ألو … عندي خمسة ابناء وقطعوا عني راتب التنمية …
ألو … الماء لم يصل إلينا منذ شهر
ألو… طريق المطار بلا إنارة كل ليلة
ألو … مياه الأمطار أغرقت الأنفاق والمحال التجارية …
يتبع تلك الاتصالات تقمص المذيع لدور البطل فيلبس عباءة روبن هود ، ثم يبدأ الاتصالات مع المسؤولين ، وما يثير السخرية حقا هو كيل روبن هود أرتالا من الثناء والمديح على هذا المسؤول أو ذاك لمجرد الرد على اتصال البرنامج وتعاونه مع هذا البرنامج العظيم رغم أن سبب الشكوى بالأصل هي عدم قيام هذا المسؤول العزير الكريم بواجبه بشكل أو بآخر .
لا أدري لم تطرح المشاكل على الهواء وتحديدا في الصباح ؟
لا أدري من سن هذا العرف وهذا التقليد الأهوج ؟
لماذا لا تحل المشاكل تحت الهواء ؟ ألا يمكن فعل ذلك ؟
لماذا يقومون بتلميع صورة مسؤولين مقصرين أصلا أو بالإعلاء من شأن مذيع على حساب المجتمع ؟
لماذا لا يأخذ المواطن حقه إلا بالتسول من خلال وسيط ؟
أليس حريا بكل مسؤول أن يقوم بواجبه دون حث من الإذاعات والتلفزيون أليس حق لنا أن نحاكمه بدل الثناء عليه ؟
لو فعلوا ذلك لأغلقت كثير من الإذاعات أبواقها ولما سمعنا بمسؤول مهمل ، فغالبية المسؤولين الذين تتم استضافتهم أو التواصل معهم مهملين بواجباتهم .
يا أخي ارحمونا ما بدكم تلغوا هيك برامج معتة على الأقل خلوها بعد الظهر ، ولا ما بتلاقوا مسؤول مداوم !!
ما بتلاقوا معذورين !!
راحت أيامك يا فيروز يا ملكة الصباح .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى