لأولي الألباب

لأولي الألباب
د. هاشم غرايبه

الحمد لله الذي صدق وعده ونصر جنده وهزم الأحزاب وحده.
هكذا تنقضي ملحمة أخرى من سلسلة #الملاحم التي كتبها الله على أمته في كل الأزمان، ليمحص الصادقين ويجتبي منهم #شهداء، وفي كل مرة يعود جند حزب #الشيطان خاسئين يلعقون خزيهم، ولأن هؤلاء أصلا لا تحركهم سوى الأطماع، ولا يدفعهم سوى الأمل بدحر منهج الله، فهم أصلا أشتات متفرقون، ولا يلتقون إلا بهذه الدوافع، فسماهم الله بالأحزاب وتكفل بهزيمتهم ولو بلغت قوتهم عنان السماء..ومهما كان كيدهم كبيرا… فدائما الله أكبر.
لم يكن أحد من حزب الشيطان المنتمين الى أي من #المعسكرين الغربي والشرقي المتصارعين أبد الدهر، لكنهم أمام أتباع منهج الله يتوحدون ويتحالفون، يتوقع أن يسارع النتن ياهو الى طلب الهدنة وأن يوقف عدوانه على غزة العزة، لذلك فقد كانوا يرسلون له المدد، ويعطلون انعقاد مجلس الأمن حتى لا يكون هنالك مطالبة بوقف هذا العدوان، ويغطون إعلاميا على جرائمه ويبررونها بأنها مشروعة، فقد كانت سكرة التفوق التقني والنوعي والعددي توهمهم بأن يتمكن هذا الكيان اللقيط أن يحقق أحلامهم طوال التاريخ بدحر خير أمة أخرجت للناس، فقد اعتقدوا أنهم قد ركّعوها وأوصلوها الى حافة الإستسلام، وما بقي غيرهؤلاء المقاتلين المحاصرين المتمسكين بمنهجه، وهاهم قد قاموا بكل ما أمكنهم حصارا وتنكيلا واختراقا من خلال تغلغل عملاء التنسيق الأمني بينهم، ومع عدم خجل بعض العربان من انكشاف خيانتهم وعمالتهم عندما اعتبروا هؤلاء المقاتلين ارهابيين، والصهاينة المعتدين حلفاء، لذلك سولت لهم شياطينهم أن اجتثاث روح الجهاد من هذه الأمة قد بات ممكنا بالقضاء على بقي متمسكا به وهم المقاومة الإسلامية، خاصة بعد أن وجدوا من بين هذه الأمة سماعين لهم، ويفرحهم وصم متبعي منهج الله بالإرهابيين.
كل الظروف والمعطيات الى ما قبل الإعلان عن وقف العدوان من غير شروط كانت تجعل معادي منهج الله من معسكري الغرب والشرق يأملون باستئصال شأفة المقاومين وإخلاء الساحة لفرسان الاستسلام، فكيف حدث هذا التحول!؟.
تعليل ذلك يعود للتضليل الإعلامي، فالمعروف أن الإعلام الغربي ليس محايدا كما يحاول بعض التافهين اقناعنا به، فقد تولى هذا الإعلام المنافق (وشايعه الإعلام الذيلي للأنظمة العربية) تقديم الأحداث على أنها معركة بالتقنيات العسكرية، يقوم بها الصاينة باختيار الأهداف بدقة، ويتحرون عدم الإضرار بالمدنيين، وذلك لمنع المقاومين المختبئين بين المدنيين من أطلاق الصواريخ العشوائية (العبثية) ضد المدنيين اليهود (المسالمين!)، فيما القبة الحديدية تتكفل بإسقاطها جميعا، وإمعانا باستغباء الناس يقولون بأن هذه القبة تفتش هذه الصواريخ فما وجدته منها متوجها الى مدنيين تدمره، وما كان متجها الى البحر أو الخلاء تتركه.
الحقيقة أن أبطال المقاومة لم يكونوا مشغولين خلال الفترة الماضية مثل غيرهم من (المناضلين) بالبحث عن أفضل الإستثمارت عائدا وأفخر الفنادق والمنتجعات، بل كانوا يبحثون ويطورون ويصنعون من مواد أولية تمكنوا من تهريبها رغم صرامة حصار نظام السيسي، فتكونت لديهم ترسانة ضخمة متنوع القدرات من #الصواريخ، أدهشت العدو بكثافتها والتقنيات التي اتبعتها فحقق إصابات مباشرة ومؤثرة، ومن تلك الاستعاضة عن التوجيه الدقيق الذي يحتاج اتصالات بالأقمار الصناعية أو الطائرات الجوالة، فحسنت دقة زاوية الإطلاق، كما جعلت مسار الصاروخ لولبيا مما أربك صواريخ الباتريوت المضادة.
أما أهم ما دفع بالعدو الى طلب الهدنة فهو الحالة المعنوية المنخفضة التى وصلت اليها قطعان المستعمرين المرعوبة، والتي لم تعتد يوما من الأنظمة العربية استهدافا، فكانت كل الحروب تجري خارج الكيان.
هم يمتنعون عن الاعتراف بهذه الحقائق، وما مسارعتهم الى إنهاء الأعمال العسكرية رعم تعهد أمريكا بمدهم بما يحتاجون، إلا لأنهم أحسوا بقرب الإنهيار المعنوي العام للمستعمرين الذين استقدموهم من الغرب، فتركو معيشتهم المترفة على أمل أن يجدوا أمانا وحياة أكثر رخاء، لكنهم ما وجدوا ذلك بل الموت والدمار، وعيشة في محيط كاره لهم يترقب أية فرصة لإيذائهم.
لا شك انهم يراقبون ما يقوله هؤلاء الذين تعالى صراخهم وغدت حياتهم جحيما، خاصة وأن أحدهم لا ينجب إلا ابنا أوابنة، فإن فقده فلا يبقى له شيء، فيما الفلسطيني ينجب في كل عام ويعوض من استشهدوا من أبنائه.
من هذه الحقائق نستشف مدى هشاشة هذا الكيان، والذي هو لقيط فعلا، لأنه مقطوع بلا نسب ولا عمق استراتيجي، ولولا حماية الأنظمة العربية له ما بقي الى اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى