كي لا تصبح الفلسفة عبئًا

كي لا تصبح #الفلسفة عبئًا

الدكتور ماجد الرضاونة المصاروة

قابل معظم #الناس بارتياح قرار مجلس #التربية والتعليم بإقرار مادة #الفلسفة في كتابين للمرحلة الثانوية! ومنذ ذلك القرار يدور جدل حول #التحديات التي تواجه تنفيذ القرار، فليس لدينا #معلمون مختصون، وليس لدينا فلاسفة تربويون يعدون مادة دراسية لطلبة ، أعجبني أمس مقال الدكتور ذوقان عبيدات حول الفرق بين تدريس الفلسفة كهدف والتدريس بالفلسفة أو التفلسف كوسيلة لتحقيق الأهداف التي بررت تدريس الفلسفة .

وأعتقد بإن موضوع #تدريس الفلسفة أصبح مؤثرا ومؤرقا بالنسبة إلى معلمي الدراسات الاجتماعية حتى بات هاجسا يعيشه المعلم قبل الطالب، صادفني معلم قبل عدة ايام قائلا : أمانة؛ لا تشاركوا في تراجع تعليم طلابنا لا تكونوا ناقلي كلام لا تجعلوا أبناءنا طلاسم لعلم مجهول لعلم درسته في سنوات مضت وكنت أتمنى عدم عودته لصعوبته و لجلافته.

. ومن ذكرياتي كمعلم ومن إحساسي بمشكلات التوجيهي بفرض مادة وعبء جديد يرهق الطلبة، ومن معرفتي بمختصي الفلسفة وطرائق تفكيرهم فإننا إذا لم نكن تربويين فإن الفلاسفة المحليين سيقصّون موضوعات جاهزة من كتب معقدة، ويقدمون أحجيات لا يمكن فهمها أو لا معنى لها، ويطلبون من المعلمين إعداد طلابهم للامتحان بها، عندها لن نخسر فائدة الفلسفة فحسب بل ننعش أعداءها للهجوم عليها وعدم التفكير بها على مدى خمسين عامًا قادمة!!

ويثار هنا تساؤلات هل تم أخذ أراء المعلمين في الميدان التربوي والخبرات التربوية وهل تم استطلاع أراء أولياء الأمور ومشاركتهم في مناهج أبنائهم وهل وزارة التربية والتعليم على علم بذلك وهل مركزنا الوطني للمناهج على دراية بذلك.؟

خصوصا وان قرار الفلسفة يرجع الفضل فيه إلى قرار رئيس المجلس الأعلى للمناهج وإلى لجنة إعداد مناهج الدراسات الاجتماعية ،فهل ما زال هؤلاء مسؤولين ؟ وهل ينجحون في حماية قرارهم من تعقيدات فلاسفة الجامعات؟
أتصور كتابي الفلسفة استعراضًا لتاريخ الفلسفة، وكل مؤلف سيضع جزًا من رسالته في الدكتوراه أو ما جمعه من أبحاث طلبته ليعدوا لأبنائنا طلاسم معقدة تذكرني بكتب سابقة تتحدث عن وهم اليقين وعين اليقين وشبه اليقين يقين اليقين وغير ذلك من التعقيدات!

لقد تابعت قبل اسابيع لقاء لاحد الأساتذة نجلِّه ونحترمه ولكن وجدت دفاعا مستميتا عن موضوع الفلسفة ويقول هنالك فريق من أساتذة الجامعات قدم تصورا حول المادة والصفوف التي ستدرس فيها وكأن معلمينا وخبراءنا فقط للتطبيق !ما هكذا تورد الإبل وان كانت حاجة هامة لطلبتنا ولكن ليس بهذه الطريقة .
وأتساءل: لماذا لا تقوم الجامعات في أقسام الفلسفة بجذب الطلبة وتسجليهم للمواد كمتطلبات جامعية إجبارية او اختيارية ولماذا يبتعد الطلبة في الجامعات عن تعلمها؟ أعتقد أنّ التفكير القديم للفلسفة ما زال حاضرا!
اتخوف كما يتخوف طلبتنا من شكل المادة القادمة ومن طريقة عرض الامتحانات فكل ما يقال بالفلسفة صحيح فهل ستكون المادة ملجأ للنجاح ام ستكون قاتلة للنجاح وهل ستكون على حساب مواد الدراسات الاجتماعية كالتاريخ والجغرافيا ام ستكون داعمة لها تساؤلات تثار وحق مشروع لمعلمي الدراسات الاجتماعية
الفلسفة والتفلسف فرصة لتطوير شخصية الطالب وربما لتطوير التدريس ونقله من التلقين إلى التفكير!
أناشدكم أن لا تفسدوا قرار تدريس الفلسفة! كونوا محبين للوطن بناءين لا هادمين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى