سواليف
تشير الأدلة القصصية إلى أن #الحيوانات يمكنها -إلى حد ما- #التنبؤ_بالطقس، حيث يستدل #المزارعون ومربو الحيوانات أحياناً على تغير #الظروف_الجوية من خلال الطريقة التي تتصرف بها حيواناتهم، حيث يعلم بعض المزارعين أن البرد قادم قبل أيام بسبب اختلاف سلوك الماشية، بحيث يأكلون علفًا أكثر بكثير من المعتاد، وذلك لاكتساب وزن إضافي يساعدهم في الحفاظ على دفء أجسادهم قبل انخفاض درجات الحرارة، لكن كيف تتمكن الحيوانات من التنبؤ بالطقس قبلها بوقت؟ وما هي العلامات التي تستدل من خلالها الحيوانات على تغير الأحوال الجوية؟
ما الذي تراه الحيوانات حتى تعرف أن هناك تغيراً سيطرأ على الطقس؟
ما نعرفه هو أن الحيوانات تتفاعل مع الإشارات البيئية التي تظهر عندما يتغير الطقس، على سبيل المثال، تتسبب الأحداث الجوية الشديدة مثل الأعاصير في انخفاض كبير في ضغط الهواء والماء، ويمكن أن تشعر العديد من الحيوانات بهذه التغييرات بسرعة، وغالبًا ما تتصرف بشكل غريب أو تهرب أو تختبئ بحثًا عن الأمان، لكن كيف تشعر الحيوانات بهذه التغييرات؟
كيف تتنبأ الحيوانات بالطقس؟
من المعروف أن الحيوانات تظهر سلوكًا غير عادياً قبل العاصفة، قد يكون هذا بسبب امتلاكها حواس قوية في الشم والسمع، إلى جانب الغرائز الحساسة، وفيما يلي بعض المؤشرات التي يستدل من خلاها الحيوانات على تغير الطقس:
1. التنبؤ بالطقس من خلال استشعار التغير في الضغط الجوي
تشعر الكلاب بالتغير في الضغط الجوي الذي يأتي مع العواصف، مما يتسبب في نباحها أو ضم جسدها أو الاختباء في محاولة للبحث عن مأوى.
وقد لاحظ الباحثون هذا النوع من تغير السلوك بين مجموعة من أسماك القرش أثناء تتبعهم لتحركات هذه الحيوانات أثناء الظواهر الجوية الشديدة، مثلما حدث أثناء العاصفة الاستوائية غابرييل التي حدثت في عام 2007، فبعد أن انخفض الضغط الجوي بضعة مليبار فقط، وانخفض معه ضغط الماء الهيدروستاتيكي (hydrostatic pressure)، سبح العديد من أسماك القرش إلى المياه العميقة، لتحمي نفسها من العاصفة.
كما لاحظ الباحثون أن الطيور والنحل أيضًا قادرة على الشعور بهذا الانخفاض في الضغط الجوي، وتبدأ الطيور بشكل غريزي في البحث عن غطاء لأعشاشها، والنحل لخلاياها، وتستخدم الطيور أيضًا هذا الإحساس بضغط الهواء لتحديد الوقت الآمن لتقوم بالهجرة.
حتى البشر يمكن أن يكون لديهم ردود أفعال تجاه هذه التغييرات في الضغط الجوي، حيث يذكر البعض أنه يمكنهم التنبؤ بالعاصفة بسبب الصداع الذي يعانون منه في اليوم السابق لوصول العاصفة، وقد يكون هذا الصداع ناتج على انخفاض الضغط الجوي، فيخلق ذلك فرقًا بين الضغط في الهواء الخارجي والهواء في الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى الشعور بالألم.
2. التنبؤ بدرجة الحرارة
ربما تكون علاقة صوت صرصار الليل بدرجة الحرارة هي المثال الأكثر روعة على كيفية تناغم مملكة الحيوان مع التغيرات البيئية، حيث تُعرف هذه العلاقة باسم قانون “دولبير”، الذي سمي على اسم الفيزيائي الأمريكي (Amos Dolbear)، وبين العلاقة بمعادلة تربط درجة الحرارة بعدد المرات التي تصدر فيها هذه الحشرة الصوت.
العلاقة بين درجة الحرارة والصوت ناتجة عن ارتفاع في التمثيل الغذائي لصرصار الليل ذي الدم البارد، والذي يحدث عندما ترتفع درجة الحرارة، حيث يوفر التمثيل الغذائي العالي المزيد من الطاقة لتقلصات العضلات التي تنتج الصوت، ويمكنك استخدام قانون دولبير لحساب درجة حرارة الجو من خلال حساب عدد النغمات التي يصدرها الصرصار في 15 ثانية وإضافة 37، سوف يساوي المجموع تقريبًا درجة الحرارة الحالية بالفهرنهايت.
3. استشعار نسبة الرطوبة
يعتبر شعر الحيوانات أو الوبر من المواد الحساسة لرطوبة الجو، فقد تم استخدام شعر الخيل في جهاز لقياس الرطوبة قبل ظهور أجهزة قياس الرطوبة الإلكترونية الحديثة القائمة على أجهزة الاستشعار، وكان الجهاز الذي يحتوي على شعر الخيل يتكون من شعر حصان متصل بحاملين، بحيث يتمدد الشعر ويتقلص مع تغير الرطوبة، وعندها يتم أخذ التغير في الطول كمقياس للرطوبة النسبية.
(جهاز قياس نسبة الرطوبة في الجو بالاعتماد على شعر الخيل)
4. أشعة الشمس
ويُعد جرذ الأرض أحد أكثر الأمثلة شهرة بين الحيوانات التي تتنبأ بالطقس، استنادًا إلى خرافة قديمة جلبها المهاجرون إلى ولاية بنسلفانيا في منتصف القرن التاسع عشر، إذ يتم الاعتماد على أحد فصائل حيوان جرذ الأرض (Punxsutawney Phil)، في تحديد الطقس القادم، حيث يخرج الجرذ في يوم محدد كل عام في شهر فبراير، فإذا شاهد ظله يعني أن هناك وصول مبكر للطقس الربيعي، أما إذا لم يشاهد ظله يعود إلى جحره لأن هذا يعني أن هناك ستة أسابيع أخرى من الطقس الشتوي، وربما هذا السلوك ليس دقيقاً تماماً لأن وجود الغيوم قد يربك الجرد ويعتقد أن هذا ظله.
5. معرفة اتجاه الرياح
يُقال أن الطقس سيكون معدل إذا وقفت بقرة وذيلها إلى الغرب، وإذا كانت البقرة ترعى وذيلها إلى الشرق، فمن المحتمل أن يتغير الطقس، وهناك شيء من الحقيقة هنا، حيث ترعى الحيوانات وذيلها في اتجاه الريح بحيث إذا تسلل مفترس خلفها، فإن الريح ستساعد في ابعاد رائحة الفريسة وتحميها من أي هجوم، ومع ذلك قد يكون توقع البقرة خاطئًا أثناء حدوث إعصار.
بعض الأمثلة من سلوك الحيوانات للتنبؤ بالمطر وبرد الشتاء القاسي
هناك الكثير من العلامات التي قد تظهر على الحيوانات وتدل على قدوم المطر، ومنها:
- عندما تعطس القطط، فهذه علامة على هطول المطر.
- عندما ترقد الماشية في المرعى، فهذا يشير إلى هطول أمطار مبكر.
- عندما تمد الخيول والماشية أعناقها وتشم الهواء، هذا يدل على أنها ستمطر.
- يقال إن يرقات الدودة الصوفية تنبئ بالطقس الشتوي، فكلما زاد اللون البني على أجسامها، سيكون الشتاء أكثر اعتدالًا.
- إذا قام الخلد بحفر حفرة بعمق 2 ونصف قدم فتوقع طقسًا قاسياً، ويكون الشتاء أقل قساوة عندما يكون عمق الحفرة قدمين، وإذا كان عمقها قدم واحدة يكون الشتاء معتدلاً.
- عندما تكون الأرانب سمينه في أكتوبر ونوفمبر، توقع شتاء طويل وبارد.
- إذا صعدت الأغنام إلى التلال وتفرقت، فتوقع طقسًا صافياً.
- تشير الخفافيش التي تطير في وقت متأخر من المساء إلى طقس معتدل.
- الذئاب دائما تعوي أكثر قبل العاصفة.