كيف يسوّق التدخل الروسي للرأي العام / عمر عياصرة

«هذه أرضنا…أرضنا المقدسة!» هكذا وصف النائب في البرلمان الروسي سيمون باغداساروف سوريا في معرض البرنامج الحواري التلفزيوني الرائد «ليلة مع فلاديمير سولوفييف» على قناة روسيا 1 الحكومية في بداية تشرين الأول/أكتوبر.
وتابع باغداساروف: «أتتنا الحضارة من هناك بالذات… فلولا سوريا، لما كانت روسيا اليوم»، موضحاً أن تاريخ روسيا يعود إلى زمن وصول الكهنة السوريين «وليس اليونانيين أو الله يعلم مَن» إليها من أنطاكية.
ولكن الرسالة سرعان ما أصبحت سياسية فقد كانت سوريا، البلد الجميل والمسالم والمتسامح، تنعم بالازدهار إلى أن وصل إليها «الإرهابيون»، مع أفكارهم «الغربية» عن «الحرية»، ومزقوها إرباً إرباً في غضون بضعة أشهر.
واتضح أن سوريا مرتبطة بشكل جوهري بنشأة روسيا بحد ذاتها، كما ذكر باغداساروف. وفي غضون ذلك، يُعتبر الغرب مسؤولاً عن بروز الإرهاب في سوريا، وهو يواصل دعم الجماعات الإرهابية في صراع جيوسياسي يهدف إلى تقويض روسيا.
وانطلاقاً من هنا، يتصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجهود الفعلية الرامية إلى استئصال الإرهاب، بالرغم من عدم تقديم تعريف واضح عن الإرهاب.
وسارعت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي يستخدمها الكرملين كأداة للقوة الناعمة، إلى دعم الكرملين. هذا وأعلن رئيس دائرة الشؤون العامة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الأب فسيفولود تشابلن ما يلي: «إن المعركة ضد الإرهاب هي حرب معنوية إذا ما صح القول، وهي حرب مقدسة، وتُعتبر بلادنا اليوم الدولة الأنشط في العالم على الأرجح في مقاومتها للإرهاب».
فقط هكذا تم تسويق التدخل الروسي في سوريا، وهنا أحببت ان نرى كيف أنهم يغلفون قصة مصالحهم بخطاب ديني ايدلوجي مسموح به للجميع إلا نحن، ومع ذلك لا زال هناك من يهلل لأي شيء شرقي او غربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى