كيف يرانا العالم ؟ / الحلقة الثالثة
كتب .. العميد المتقاعد زهدي اسماعيل جانبك
مؤشر #الدول_الهشة The Fragile States Index (FSI)
عندما لا تتم معالجة المظالم الجماعية والتظلم المجتمعي، وتتزايد اشكال #الشكوى والتظلم، مع اندلاع #أعمال_عنف متفرقة قائمة على الجماعات (عشائرية، رياضية، جهوية، طلابية) غالبا ما تنجم عن أحداث استفزازية لطرف او اكثر، وعندما ينتشر عنف الغوغاء والأعمال العدائية الجماعية التي تهدد السلم المجتمعي…فهذا احد مؤشرات #هشاشة_الدولة.
وعندما تتسارع #هجرة_الكفاءات_البشرية المؤهلة والمدربة الى درجة توصف بانها تؤدي الى تجفيف الادمغة من الدولة، فهذا مؤشر خطير على هشاشة الدولة وتوجهها نحو الانهيار.
خلال ال 12 سنة الماضية تراجع #الاردن على مؤشر الدول الهشة بما يشبه الانهيار فخسرنا 29 مركزا متراجعين من الترتيب 96 عام 2011 الى الترتيب 67 عام 2022 وهذا تراجع خطير جدا لان هذا احد اهم المؤشرات الدولية خطورة لكونه يتعلق بوجود الدولة كدولة، ويقيس مدى هشاشتها وقابليتها للانهيار. وتعتبر الحكومة الحالية مسؤولة عن تراجع الاردن على هذا المؤشر بمقدار 1.2 علامة خلال فترة ولايتها.
وهذا التصنيف السنوي يشمل 178 دولة بناء على الضغوط المختلفة التي تواجهها كل دولة والتي تؤثر على مستويات هشاشتها وضعفها وقابليتها للانهيار.
ويتم احتساب ترتيب الدولة على هذا المؤشر من خلال تحليل اثني عشر محورا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا رئيسيا هي: الضغوط الديموغرافية، اللاجئون والنازحون، الاحتجاج الجماعي، الهجرة البشرية وهجرة الادمغة، التنمية الاقتصادية غير المتكافئة، التدهور الاقتصادي، شرعية الدولة، الخدمات العامة، حقوق الإنسان وسيادة القانون، الامن والامان، النخب الفئوية الحاكمة، التدخل الخارجي.
ويتم التحليل من خلال دراسة أكثر من 100 متغير فرعي تم التوصل اليها نتيجة سنوات من أبحاث العلوم الاجتماعية المتخصصة. ويتم بعدها تقييم قدرات الدولة في خمسة محاور رئيسية هي: القيادة السياسية، الجيش، الامن العام، النظام القضائي، جهاز الخدمة المدنية.
وللمقارنة السريعة، عندما كان ترتيبنا متقدما ونحتل المركز 96 عام 2011 كانت اسرائيل دولة هشة مهددة بالانهيار وتقبع بالمركز 53 ويفصلنا عنها 43 درجة…
وبينما تراجعنا نحن الى ان وصلنا الى المركز 71 عام 2017، تقدمت علينا اسرائيل الى المركز 69 … واستمر تراجعنا لنصل الى المركز 69 عام 2019 بينما تقدمت اسرائيل الى المركز67 …
واستمر مسلسل تراجعنا الى ان وصلنا الى المركز 67 عام 2022 بينما قفزت اسرائيل لتحتل المركز المتقدم 146 …
نبكي دما وليس دموعا فقط ونحن نرى كيانا مارقا يتجاوزنا ب 79 درجة خلال 10 سنوات بعد ان كنا نسبقه ب 43 درجة على مؤشر الهشاشة… ارأيتم مقدار فشل حكوماتنا المتعاقبة في المجافظة على الوطن؟؟؟ أرأيتم مقدار خيبة املنا بهم؟؟؟
يعني في الوقت الذي استمر مسلسل فشل حكوماتنا المتتالية وخسرنا 29 درجة منذ عام 2011 كانت حكومات جارتنا اسرائيل تتقدم 93 درجة لتقفز من المركز 53 الى المركز 146….
ولا غرابة في ذلك فقد منيت حكوماتنا المتتالية بفشل ذريع في احد المحاور الرئيسية على هذا المؤشر وهو محور حقوق الانسان وسيادة القانون حيث تراجعنا 20 درجة على هذا المحور لوحده. وكانت الحكومة الحالية لوحدها مسؤولة مباشرة عن تراجعنا 11 درجة خلال السنتين الماضيتين فقط.
ان ما نكتبه هنا من معلومات ومقارنات لا يهدف الا الى تنبيه المخلصين من ابناء الوطن الى موضع الخلل ونقاط الضعف، وهي نقاط قابلة للاصلاح ان صدقت النوايا، وليست من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها … ان كان هناك اخلاص وصدقت النوايا.
واختم بمثال واحد على امكانية الاصلاح، … لنحافظ على الانسان… فقط لنحافظ على الانسان وسنكون بخير،
فعلى هذا المؤشر (مؤشر هشاشة الدول) وفي محور الهجرة البشرية وهجرة الادمغة تحديدا تم وصف الاردن عام 2022 بانه يعاني من زيادة حادة في هجرة الادمغة (جفاف الدولة من الادمغة)… او على حد تعبيرهم: Brain drain is increasing in severity …فهل يمكن ان نتحرك قبل ان توصلنا الهشاشة الى الفشل والانهيار؟؟؟
الثالث من نيسان 2023
Zuhdi.janbek@Gmail.com