كيف نخدم العلم وكيف نحمية ان افتري عليه

كيف نخدم العلم وكيف نحمية ان افتري عليه
جميل يوسف الشبول

منذ ان حمله اسامة بن زيد على ارض مؤته واستقبله جعفر الطيار ينقله من يد قطعت الى اخرى واحتضان بعضدين كي يبقى مرفوعا عاليا الى ان استلمه عبدالله ابن رواحه مستشهدا دونه وناقلا الراية الى خالد ابن الوليد رضوان الله عليهم جميعا بقيت الراية على ارض الاردن عالية.

اما في اليرموك الاردنية فقد تحطمت دولة الروم وبقيت الراية عالية يفتديها الاردنيون بارواحهم ، يرفعونها في معاركهم مع الاعداء ولا زالت راية الكرامة خفاقة عالية تشعرنا بالعزة وتشعر العدو الاوحد ان نهايته حتمية انطلاقا من ارض الاردن.

عندما يتعلق الامر بالعلم وبكرامة الامة تجد الاردني متقدما الصفوف فها هو المرحوم عبدالله التل يخير الجنود بين الرحيل عن القدس او الشهادة على اسوارها فيختار الاردنيون الشهادة على اسوار القدس خدمة للعلم الممتد من مؤته الى اليرموك الى القدس والمسيرة مستمرة وان نكص البعض وخان الامانة .

مقالات ذات صلة

خدمة العلم تكون للحرب وللجهاد ولمن يجيد الضرب على طبولها وخدمة العلم تفرض لخلق جيش من الشباب القادر على حمل السلاح يحتل خط الدفاع الثاني ليتقدم الجيش المحترف لخط الدفاع الاول في مواجهة العدو ، اما خط الدفاع الثالث فهو للفئة التي انهت مرحلة الشباب ويكون دورها تنظيميا وتأخذ مواقع قوات الامن والدفاع المدني لحفظ الامن المجتمعي خلال المعركة .

نسمع عن عزم الحكومة اعادة خدمة العلم ونسأل هل هناك مواجهة عسكرية اردنية مع عدو ما بعد ان فقدنا بوصلة الحب والكره واصبحنا نسلم الخدين للضرب ولاي راغب في اثبات بطولة او فحولة.

خدمة العلم انتهت منذ ان استبدلناها باخر عهد لنا بها بمبلغ 6 الاف دينار ومنذ ان ميزنا بين ابن الفقير والمتنفذ فالعمل والمشقة للاول وخدمة صورية وفي معظم الاوقات من المنزل للثاني.

من اراد ان يعيد خدمة العلم للقضاء على البطالة فهذه ليست خدمة علم وهذه بطالة مقنعة بل هي اسوأ انواع البطالة حيث الايراد القليل والجهد القليل لعدم وجود مشاريع انتاجية واشغال الشباب بامور تتنافى مع تطلعاتهم وطاقاتهم فيكون المردود عكسيا .

من يعد خطته معتمدا على القطاع الخاص الذي تم نحره لا خطة له الا اذا كان المطلوب التلويح بالمشروع وفتح الطريق للدفع للمجزي لغير الراغبين لامتصاص شىء من مال الميسورين او بيع اخر قطعة ذهب تمتلكها ام اردنية هي اخر ما تبقى من الانفاق على مشروع هذا الشاب الذي حكم عليه بالفشل منذ ان لبس ثوب التخرج وفاز بقطعة ورقية تثبت زيارته لهذا الصرح لمدة 4 او 5 سنوات.

المشاريع الحكومية والخطط الثلاثينية وخطة زراعة 10 مليون شجرة وخطة الاتجاه للزراعة بعد ارهاق المزارعين بالديون وملاحقتهم قضائيا كلها طهي للحصى لتسلية الجياع فما جدوى زراعة الاشجار مع المماطلة بصرف دعم الخبز لجزء من المستحقين ومن سيمول مشروع خدمة العلم في ظل الظروف الراهنة وانهيار معظم الطبقات الاجتماعية وعدم الجدية في تقديم الفاسدين للقضاء واعادة الاموال المنهوبة واغلاق الشركات المشبوهة التي فتحت في الملاذات الامنة وفتحنا مكاتب وكلاء لها .

على هذه الحكومات ان تدرك انها الى زوال وان ما يمكث في الارض هو ما ينفع الناس وان اي مكتسبات لا تحقق هذه الشروط وخارج هذا الاطار هي اموال حرام يمحقها الله ويمحق اهلها ويلحق بهم العار والامثلة كثيرة والشمس لا يحجبها غربال والاردنيون يتابعون كل قلاب رمل يستخدم في بناء قصر لمسؤول فاسد من اموالهم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى