كيف حرم الله الظلم على نفسه!!!

كيف حرم الله #الظلم على نفسه!!!

لقد سمع معظمنا هذا الحديث الشريف و الذي تصعق له الجبال لو تدبرنا معانيه و تفكرنا فيها جليا و كيف أن الله جل جلاله العظيم الجبار الخالق وضع هذا الشرط على نفسه و هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا تأخذه سنة و لا نوم و هو الحي أزلا الذي لا يموت فلا ند له و لا مثيل و هو الحكم العدل أيضاً لو شاء أن يتصرف كما يريد و لكنه مع كل هذا أكد جل جلاله نفي تلك الصفه عن ذاته العليا.

حسناً هل بدا لك المشهد مخيف؟ يفترض أن يكون كذلك فأنت لا تعدل جزيئا من ذرة أمام الخالق جل جلاله، هل نسيت هذا؟
نعم ربما و بدأت تسبح مع تيار هذه الخطيئة العظيمة و لم تتحلى بالتقوى و الفضيلة في معاملاتك مع الناس و بيعك و شرائك و ميراثك و لم تجعل صلاتك ناهية عن الفحشاء و المنكر كما أكد هذه القاعدة القرآن الكريم

[ٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ] فكان ذلك نتيجة لسبب و الآية لا تحتاج تفسير فمعناها واضح لأي قارئ.

مقالات ذات صلة

و صرت تركض وراء #حطام_الدنيا و تستلذ بالأموال و السلطة و النفوذ و تظلم و تبطش و تنتصر لنفسك دائماً و ليس للحق مع أن قارون عاش ثم مات و فرعون الذي إدعى الربوبية أيضاً عاش ثم مات و لم يطل مكثهم في هذه الدنيا إذا نسبنا الجزء إلى الكل و لا ننسى أيضاً أن الأرض التي نتسابق فيها إلى الشر نقطة في بحر الكون.

لقد درس معظمنا في وقت سابق مادة طرحت في مسار #التوجيهي في سنوات سابقة كان إسمها “ثقافة عامة” ورد فيها تفصيل للمكون الإنساني الثلاثي (جسد، نفس، روح) إن حصل في هذا المزيج إنفصالات إختل المكون ككل فماذا حصل معك في الصلاة سيكون السؤال : هل صلى جسدك فقط؟
سأبحث في نفسي و أنتم أيضاً عن جواب لهذا السؤال حتى نستطيع أن نعدل الدفة إن حادت عن الطريق فالإنسان ديناميكي يقبل التغيير و التطوير قال تعالى [و في أنفسكم أفلا تبصرون] حيث أنه مخلوق بإتقان إلهي مميز عن سائر المخلوقات و التوبة أصلاً هي تعديل و تقويم و تغيير سلوكي إذا ما فسرت بشكل علمي نفسي.

يحكى في إنصاف المظلوم أن أحدهم كان يعمل في وظيفة ذات حساسية بعض الشيء بسبب عدم قبول الإنضباط و الأمانة و الصدق و هذه القيم التي تسبب المتاعب إذا ما إضطرب المجتمع و تغيرت مصطلحات القاموس و بدأ يتحول إتجاه السباحة فيه عكس التيار، و كان يرتبط بمن هو أعلى منه في السلطة من طرفين : الأول متمثل بصاحب العمل و الثاني متمثل بالحاصل على هذا العمل و حدث يوما أن إتصل هذا الأعلى بهذا الشخص و طلب منه طلبا معينا إلا أنه لم ينفذ من قبله لعدم توفر المقدرة و الصلاحية لتنفيذ مثل هذا القرار فشعر ذلك بغريزته السلطوية الظالمة بالرغبة في الإنتقام في ميدان إستعاذ به رسولنا الكريم هو ميدان [ قهر الرجال] فسارع إلى تقديم شكوى بصفته الإعتباريه الأعلى و الأقوى ليس بشخصه المهترئ و إنما بما منح له من نفوذ إلى من يرأس ذلك الموظف و بتهمة أخرى أكبر و أكثر تأثيرا لإلحاق القدر المستطاع من الضرر به و ليشفي صدره الذي تعفن بالحقد، حصلت كل تلك الإجراءات و كان لله يد خفيه في أن ذلك الضرر لم يحصل بالقدر المرجو و من حسن التوكل على الله أن رفع الأمر إلى محكمة السماء التي ستنصفه حتى لو لم يرفع يديه و يطلب ذلك فكما بدأت هذا المقال حرم الله الظلم على نفسه فالتابع لهذه القاعدة أن يكون محرما على غيره و هم أقل منه شأنا بملايين السنوات الضوئية و أيضاً أن نتنبه إلى عظم ذلك الأمر، فالشاهد في القصة و بلا تفاصيل جانبية أنه ما كان إلا أن جاء الرد سريعا بإعفاء ذلك المسؤول من منصبه بسبب تحمله لمسؤوليات أخطاء حصلت تحت إمرته في فترة لم تتجاوز الخمسة أيام كان قد وقع فيما حاول أن يحفر لغيره فيه .

لقد كانت زمام الأمور بيد الله و هي دائماً كذلك لكن ما يحصل أن هناك من يرى و يؤمن يقينا بذلك و هناك من ينسى او يتناسى فإذا رأيت الشمس مثلاً في السماء أدركتها بصريا و لو خرج إليها أعمى لن يراها لكنها موجودة على أية حال هذا عمى البصر فكيف بعمى البصيرة؟ و رويت هذه الحادثة من الحياة المعاشة و هذا مشهد واقعي بسيط أمام مشاهد أقسى و أعنف و قال المرحوم بإذن الشيخ محمد متولي الشعراوي [ لا يموت ظالم حتى ينتقم الله منه في الدنيا]
فلنسارع إلى أن نعقل و نتفكر قبل أن يفوت الأوان فالباب مفتوح و لم يغلق بعد لعلي أفلح و إياكم في العبور قبل أن نسكن القبور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى