كيف تنجو في حال #نشوب #حرب_نووية
ابراهيم غيظان
العالم اليوم يتغير بوتيرة متسارعة والدول العظمى تتزاحم فيما بينها لتشكيل نظام عالمي جديد مختلف عن نظام القطب الواحد الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من ضعف إحتمالية نشوب أي نزاع عسكري واسع بين روسيا والمعسكر الغربي في القارة الاوروبية التي إكتوت بنار الحربين العالميتين الاولى والثانية والإحتمالية الأبعد منها بكثير والمتمثلة بإستخدام القوة النووية لأي من الدول المشاركة إلا أن الأمر لا يبدوا مستحيلاً بشكل قاطع، حيث أن الجنون والهستيريا أصبحت طاغية ويصعب التنبؤ بمستقبل الأحداث وتطورها.
ومن هنا علينا نحن أن نصلي لحدوث الأفضل وأن يعم السلام ولكن بنفس الوقت علينا أيضاً أن نحضر أنفسنا للأسوأ، لا أتحدث هنا عما يجب على الدول والحكومات فعله فهذا الأمر متروك للسياسة على الرغم من قلة ثقتنا فيها، ما سأتحدث عنه هو مايجب عليك أنت الإنسان العادي فعله للنجاة بنفسك ومن تحب في حال نشوب حرب نووية، فأنصحك بحفظ هذا المقال عندك فقد تحتاجه في قادم الأيام لا قدرالله.
أولاً وقبل البدء، علينا أن نتعرف جيداً على طبيعة الخطر النووي الموجود حالياً؛ حسب الإحصاءات الرسمية هناك ما يقدر بخمسة عشر ألف رأس نووي حول العالم موزعة على تسعة دول تمتلك الولايات المتحدة وروسيا منها نصيب الأسد (92% تقريباً)، وهذه الرؤوس النووية متطورة جداً عن ما هو معروف سابقاً حيث أن قوة بعض الرؤوس النووية الموجودة في يومنا هذا تتجاوز 3,500 ضعف قوة القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، وهذه القوة المدمرة تهدد إستمرارية الحياة على كوكب الأرض بأكمله.
ولتقريب الصورة أكثر، تخيل لو ضرب رأس نووي بقوة واحد ميجاطون منطقة معينة فسوف يخلق دمار يشمل كنتائج مباشرة:
- ذوبان كل شي في محيط 1 كيلومتر من مركز الإنفجار.
- سقوط جميع المباني على مساحة 7 كيلومتر من المركز بسبب ضغط الهواء الناتج عن الإنفجار.
- إحتراق أي شيء في محيط 12 كيلومتر بسبب الحرارة الناتجة عن الإنفجار.
- الضوء الناتج عن الإنفجار قد يتسبب بالعمى لمن ينظر إليه مباشرة في محيط 20 كيلومتر.
- إرتفاع سحابة الإنفجار لما يقارب ال 25 ألف قدم (7,600 متر) مما يتسبب بإنتشار الغبار النووي الذي تحمله الرياح ويتسبب بتلوث مساحات شاسعة.
تمثل هذه النتائج المباشرة لقنبلة بقوة واحد ميجاطون فقط علماً أن بعض الرؤوس الموجودة حالياً تتجاوز قوتها التدميرية 50 ميجاطون، ولا أعتقد بأن إسقاط قنبلة من هذا النوع سيكون فردياً كما حصل في الماضي القريب.
لو قدر لك بأن تكون محظوظاً لكونك بعيد عن مراكز الإنفجارات إلا أنها مسألة وقت فقط حتى ينتشر الدمار الناجم عنها في أرجاء الأرض فالغبار الملوث بالإشعاعات النووية لن يكون محصوراً في المدينة أو الدولة التي سقط فيها، إعلم جيداً بأن النجاة من هذا الأمر ستكون صعبة على جميع سكان الكوكب لذا فالوقت عامل مهم لتقرر كيف تتصرف في حال حدوث الأسوأ وتزيد من فرص نجاتك مع من تحب.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على النجاة في حال نشوب حرب نووية:
- جهز نفسك من الان، قد يظنها البعض فكرة جنونية ولكن الإستعداد والتخطيط قد يساعدك على إتخاذ قرارات واعية ومدروسة قد تنقذ حياتك و تجنبك الهلع الذي قد يودي بحياتك. لا يحتاج الأمر سوى بعض الأساسيات التي تساعدك على النجاة (ستتعرف عليها أكثر من خلال المقال) وتحديد الأماكن الامنة بالقرب منك لتقرر بسرعة اللجوء إليها عند الخطر.
- إختبأ، ستعم الفوضى من حولك والجميع في حالة فزع، من الأفضل لك التصرف بسرعة والإبتعاد عن التجمعات وتجنب الركوب في سيارتك للإبتعاد حيث أن الوضع سيكون جنوني في الشوارع وبالتأكيد لا ترغب أن تكون عالقاً في أزمة سير عند حدوث ذلك. أفضل ما يمكن عمله هو البحث بسرعة عن أي ملجأ تحت الأرض أو الدخول في أي مبنى محاط بجدران خرسانية عريضة بعيداً عن النوافذ لحماية نفسك من الإشعاعات.
- تجنب الخروج لأطول فترة ممكنة بعد الإنفجار، حيث أن تساقط الحطام والشظايا والغبار الملوث بالإشعاعات النووية قد يستمر من 72 ساعة لأكثر من أسبوعين بعد الإنفجار(حسب المسافة بينك وبين النقطة صفر “مركز الإنفجار”)، التعرض المباشر لأي ملوث قد يتسبب بتسمم إشعاعي، إخلع ملابسك ونظف نفسك جيداً إذا كنت بالخارج لحظة الإنفجار.
- حاول العثور على المؤن الأساسية من حولك مثل الطعام والشراب والإسعافات الأولية والمصابيح والشموع والبطاريات التي ستساعدك على البقاء لأطول فترة ممكنة وخزن كل ما يمكنك العثور عليه، ولكن تجنب تناول أي شيء غير معلب ومحكم الإغلاق. غالباً سيتلوث الماء والطعام المعرض للهواء بشكل مباشر وهذا يشمل المزروعات ومياه الصنبور.
- ستنقطع جميع وسائل التواصل مثل الكهرباء والهاتف والإنترنت، من الأفضل البحث عن جهاز لاسلكي أو راديو يعمل على البطاريات لمساعدتك في الحصول على معلومات قد تفيدك عن أماكن الخطر ونقاط التجمع الامنة.
- يمكنك الخروج بعد 72 ساعة من الإنفجار إذا تأكدت من زوال الغبار من الجو للبحث عن اللوازم الناقصة من حولك ولكن لا تطيل البقاء في الخارج لتجنب التعرض للإشعاعات السامة، تحتاج لملابس وأحذية ثقيلة تغطي جسمك بالكامل وقناع لحماية وجهك وعليك خلعها بالكامل بعد العودة وتنظيف نفسك جيداً، حاول البحث في الأماكن القريبة منك عن ما ينقصك بالإضافة لحاجتك للسلاح للدفاع عن نفسك فالقانون أصبح شيء من الماضي والبقاء للأقوى.
- حاول البحث عن ناجين بالقرب منك وشكل مجموعة لزيادة فرص النجاة ولكن لا تثق بأحد لا تعرفه بشكل جيد.
- سيغطي الغبار الناجم عن الإنفجارات الغلاف الجوي لفترة طويلة ويحجب أشعة الشمس مما سيتسبب بإنخفاض درجة الحرارة بشكل كبير وبتشكل ما يعرف بالشتاء النووي، تجنب التعرض لأي شيء ملوث مثل مياه الأمطار والتربة.
- حاول السفر بإتجاه الجنوب قدر الإمكان للوصول إلى اماكن أكثر دفئاً بعد التزود بما تحتاجه من مؤن. ترتفع فرص نجاتك كلما إقتربت أكثر من المحيط على خط الإستواء حيث توفر المحيطات الدافئة بعض الحرارة.
لو قدر لك النجاة والوصول لمنطقة امنة غالباً ستعيش بقية حياتك بطريقة بدائية وسيكون هناك غياب شبه كامل للحكومات والدول والأمن، ستحتاج للغذاء والماء المعلب لأطول فترة ممكنة وبعد إستنفاذها بالكامل سيكون عليك تعلم الصيد والتعرف على أساليب البقاء لضمان العيش لما تبقى من حياتك.
حمانا الله وإياكم،،،