عمان – محمد جميل خضر – يفتتح عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء في مطعم المزة داخل مدينة الحسين الرياضية (بوابة رقم 2) المعرض التشكيلي الشخصي التاسع «ما وراء البصر» للفنان التشكيلي سهيل بقاعين.
المعرض الذي سيتواصل في قاعة عرض مطعم المزة حتى مطلع آذار المقبل، يتضمن 30 لوحة فنية تتنوع ما بين الطباعة (الغرافيك) والأكريليك على قماش.
الجديد في معرض بقاعين الشخصي التاسع، هو سعيه لاجتراح مقاربةٍ تقنيّة تنفيذية ما، تحاول تقريب اللوحات لمن حرموا نعمة البصر، من خلال نص توصيفي لتلك اللوحات كتبه الفنان التشكيلي الزميل رسمي الجراح ثم جرت ترجمة تلك النصوص إلى لغة بريل الخاصة بالمكفوفين.
وهي تجربة أو مغامرة تجريبية فنية غير مسبوقة، ربما؛ تقريب اللون والشكل الفني للمكفوفين من خلال لغتهم ووسائل تفاعلهم مع المحيط.
بقاعين يشير في حديث مع «الرأي» إلى البصمة الجديدة في معرضه الجديد، وهي كما يورد، بصمة للعميان ليتسنى لهم قراءة اللوحات على طريقتهم. يقول حول ذلك «ومهما حققنا في مسعانا فهي تبقى محاولة قد تصيب وقد تخفق». بقاعين يستشهد في هذا السياق بالفنان التركي الأعمى أشرف آرمنال الذي صمم سيارة الفولفو رغم فقدانه نعمة البصر، ويورد عبارة لآرمنال «أنا أرسم بمخيلتي، عندما أريد أن أرسم بحراً فإنني أرتدي طوق نجاة حتى أشعر بالبحر وأمواجه». بقاعين يرى أن الفكرة التي تبناها في معرضه الجديد قد تساعد المكفوفين، وتنمي خيالاتهم ومداركهم، وهي، بحسبه، طريقة لتنشيط الجانب الأيمن من أدمغتهم، مستشهداً مرة أخرى بمقولة لبيكاسو «اللوحة هي مهنة الرجل الأعمى الذي لا يرسم ما يراه ولكن ما يشعر به وما يتخيل أنه قد رآه، أو ما يقول لنفسه أنه رآه».
إذن، تعد بعض أعمال معرض «ما وراء البصر» الذي يخصص نصف ريعه لصالح جمعية أصدقاء المكفوفين، محاولة لحل معضلة اللون، وترك الأعمى يعيش عالمه من خلال اللوحة. إنه، كما يذهب بقاعين تفعيل للمخيلة وتحريض لها واختبار طاقات دفينة داخل النفس البشرية. والفكرة هي توليد أفكار وذهاب نحو الرسم بالأصابع والتلقي بها. بقاعين شكر في ختام مداخلته رئيس جمعية أصدقاء المكفوفين أحمد اللوزي ونقل عنه قوله «الديمقراطية الحقيقية يمكن أن تفشل ما لم يتعلم الناس مهارة التفكير الذاتي».
والفنان سهيل بقاعين أقام العديد من المعارض الشخصية وورش العمل لتعليم الرسم وشارك في الكثير من المعارض الجماعية ، ويعمل متطوعا بالإشراف على مشروع المتحف المتنقل الذي يطلقه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في محافظات المملكة وللفنان مقتنيات فنيه في الكثير من المؤسسات و الوزارات و الهيئات الثقافية في الأردن وأوروبا وأميركا .
أ.ر