كيف تعاونت روسيا مع “إسرائيل” لاغتيال القنطار ؟

سواليف

ليس جديداً على الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات محددة في سوريا، لكن توقيت اغتيال القنطار ومعطيات الساحة السورية الحالية تثير التساؤلات والشكوك حول طبيعة الدور الروسي في اغتيال القنطار، سواء كان تعاوناً استخباراتياً بالتزويد بالمعلومات أو تعاوناً بالتسهيلات أو السكوت.

على الرغم من عدم اعتراف الاحتلال الإسرائيلي رسمياً بمسؤوليته عن اغتيال القنطار، ورفض الكرملين الروسي التعليق على دوره فيها ومعرفته المسبقة بالعملية، إلا أن المحللين والخبراء الإسرائيليين أفادوا بأن جميع المعطيات تؤكد مسؤولية الاحتلال عن الاغتيال، ولم يستبعدوا أن تكون روسيا قد لعبت دوراً ما لتسهيل العملية؛ وآخرون رجّحوا أن يكون نظام الأسد على علم أيضاً.

في هذا السياق ذكر المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، ألكس فيشمان ما يشير إلى وجود مصلحة لنظام الأسد للتخلص من القنطار، فقال: إن “حزب الله رفع رعايته عن القنطار منذ عام”، وإن “النظام في دمشق نظر إلى استمرار نشاط القنطار في سوريا خطراً على مصالحه، وخوفاً من أن يجر إسرائيل إلى مواجهة مباشرة ضد سوريا”.

مقالات ذات صلة

أما بالنسبة لروسيا فقال البروفيسور موشيه ماعوز، خبير الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، إنه لا بد أن يثار التساؤل حول سبب عدم تدخل روسيا بالعملية التي قادها جيش الاحتلال واغتال فيها القنطار؛ ويضيف مشككاً: “روسيا تمتلك سلاحاً جوياً قوياً ورادارات تستطيع تشخيص كل جسم يخرج من إسرائيل”، وبحسب تقديره فإن أحد أسباب الصمت الروسي هو التنسيق عالي المستوى بين جيش الاحتلال وروسيا.

وفي هذا السياق يذكر أن عملية القنطار بدأت تثير الشكوك شبه المؤكدة حول تلاقي مصالح الأسد مع الاحتلال الإسرائيلي، فبحسب تصريحات نتنياهو التي أعقبت لقاءه الأخير مع بوتين فإن الاحتلال الاسرائيلي “ليس لديه مشكلة مع الأسد”، وعلى الرغم من أن هذه التصريحات لم تلق صدى واسعاً إلا أن بروفيسور ماعوز علق عليها قائلاً إن سوريا بعد الحل السياسي ستكون تحت سيطرة إيرانية روسية، وسيكون للاحتلال الإسرائيلي علاقات جيدة مع “هذا الجزء من سوريا”، إذ افترض أن سوريا سوف تقسّم بطريقة ما.

تقديرات أخرى تشير إلى أن هناك احتمالاً بأن التعاون الروسي مع الاحتلال الإسرائيلي كان عن طريق تقديم معلومات استخباراتية تمكنت من خلالها وحدات الاستخبارات الإسرائيلية من الوصول لمعلومات حول القنطار ونشاطاته وأماكن وجوده في دمشق والتوقيت الدقيق لتحركاته.

وتأتي هذه التقديرات بعد سلسلة الزيارات والاجتماعات التي جمعت الجانب الإسرائيلي والجانب الروسي، والذي وعد فيه الاحتلال روسيا بتبادل معلومات استخباراتية بشكل مستمر حول ما يجري في سوريا خاصة في المناطق الحدودية.
الخليج أونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى