كيف تصبح فاشلا بجدارة

كيف تصبح فاشلا بجدارة
#يوسف_غيشان

لم يكن الانتماء لجمعية ( #الفاشلون #المتحدون) الأمريكية سهلا حيث عليك أن تثبت للجميع بأنك فاشل تماما في كل شيء تقريبا: فاشل في المدرسة وفي الزواج وفي العمل وفي مجمل العلاقات الاجتماعية. جميع هذه الأمور كانت تخضع لتقييمات صارمة ودائمة ليسمحوا لك بالاحتفاظ بهذه العضوية القيمة.

رئيس الجمعية ألف ونشر كتابا بعنوان (كيف تصبح فاشلا بجدارة) وقد نجح الكتاب نجاها باهرا، تلقّفه الناس بلهفة وصار حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لذلك فقد تقرر طرده من الجمعية بتهمة النجاح!
تخيل: أن تطرد بتهمة النجاح.
وربما تقوم باستئناف القرار لتثبت للقضاة بأن التهمة باطلة تماما وبشأنك ما تزال فاشلا، وربما تستعطف القضاة وهيئة المحكمة بأن يضعوا العدالة نصب أعينهم ويحكموا عليك بالفشل، لعلهم ينجحون (القضاة) في الانضمام لهذه الجمعية المبجلة.
وتخيل أن فكرة هذه الجمعية كبرت وتعملقت حتى تغير اسمها إلى (الدول الفاشلة المتحدة) التي تسعى الكثير من الدول إلى الانضمام اليها، وصارت هذه الدول ذات ثقل في العالم مثلها مثل هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية(مثلا).
تخيل أن علينا أن نثبت فشلنا كل يوم في الزراعة والصناعة والاقتصاد عموما وفي التعليم وفي العلاقات المحلية والدولية وفي علاقاتنا مع شعوبنا وأحزابنا، وألا نستطيع تثبيت قوانين جاذبة للاستثمار وأن نسيّل ماء سدودنا ووجوهنا حتى نشتري بدلا منها.
تخيلوا أن الدولة التي تنجح في شيء ما-ولو كان بسيطا-سوف تتعرض للطرد من #جمعية_الدول_الفاشلة. وتخيلوا أننا نحاول ونناضل ونقاتل ونبذل الغالي والرخيص كل يوم لنحافظ على عضويتنا!
وتلولحي يا دالية

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى