سواليف
ينتشر متحوّر فرعي جديد مشتق من ” #أوميكرون “، أطلق عليه ” #BA.2 “، بسرعة في بعض أنحاء العالم حيث رُصد في 49 دولة في الحد الأدنى، بينها الولايات المتحدة. وتجاوز عدد #الإصابات به في بعض البلدان مثل الدنمارك، الإصابات بمتحوّر “أوميكرون” الأصلي (BA.1)، ليصبح هو السائد فيها.
لا تتميّز هذه النسخة ببصمة في #الفحوصات_المخبرية، أي ما يُعرف بإسقاط الجين S أو فشل استهداف الجين S، وبالتالي يمكن أن تتماثل ومتحوّرات كورونا المستجد ” #SARS-CoV-2″ الأخرى في الاختبار الأولي. لذا أُطلق عليها البعض اسم ” #المتحور_المتخفي “.
ولكن إلى أي مدى يجب أن نقلق بشأن هذا المتفرّع “الشبحي” من أوميكرون؟ وهل ما زال الأشخاص الملقحون محميين؟ ماذا عن من أصيبوا أخيرًا بكوفيد-19، هل يمكن أن يصابوا مرة أخرى؟ وهل يمكن للفحوص كشف هذا المتحور؟
تجيب الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية لدى CNN على هذه الأسئلة.
الدكتورة لينا وين: يجب أن نكون حذرين ونراقب المعلومات الجديدة فور ظهورها، لكن لا داعي للقلق وإليكم ما نعرفه عن BA.2.
نظرًا لمدى سرعة انتشاره، وحتى تخطيه متحور أوميكرون الأصلي السريع التفشي، والمعروف باسم BA.1، في بعض الأماكن، يبدو أن هذا المتحور الفرعي الجديد يتمتع بمعدل انتقال أعلى.
ولا يوجد دليل على أنه أكثر خطورة من أوميكرون الأصلي، الذي يسبّب مرضًا أكثر اعتدالًا من متحورات فيروس كورونا السابقة مثل “دلتا”.
وتظهر الدراسات الأولية من المملكة المتحدة أيضًا أنّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات والجرعات المعززة يتمتعون بحماية جيدة ضد BA.2 مثل BA.1. وهذا أمر مهم لأنه يعني أنّ الأشخاص الملقحين والذين تلقوا الجرعات المعززة يرجح أنهم لن يتعرضوا للمرض شديد إذا أصيبوا بهذه النسخة الجديدة من أوميكرون.
الدكتورة لينا وين: معظم الناس لا يكتشفون نوع المتحور الذي أصيبوا به، لأن ذلك يتطلب تقنية خاصة تسمى التسلسل التي تجرى داخل مختبرات معينة.
في الوقت الحالي، لا يزال أوميكرون الأصلي “BA.1” يمثل أكثر من 99% من الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، لذلك إذا تم تشخيص إصابتك بكوفيد-19 هناك، فترجح الاحتمالات إصابتك بعدوى “BA.1”.
الدكتورة لينا وين: إنه أمر غير محتمل، إذ يحمي المرض الحديث، خصوصًا مع التطعيم المسبق، من الإصابة بالعدوى مرة أخرى. لا نعرف إلى متى تستمر هذه الحماية المناعية. ونظرًا إلى التشابه بين BA.1 و BA.2، من المنطقي أن شخصًا أصيب بكوفيد-19، وعلى الأرجح بمتحوّر BA.1، فهو لن يتعرض لعدوى BA.2 في المستقبل القريب.
الدكتورة لينا وين: أعلنت شركتا “فايزر” و”مودرنا” أنهما تختبران لقاحات ضد أوميكرون. ونظرًا لأن BA.1 و BA.2 متحوران فرعيان من أوميكرون، فيتوقع أن يكون اللقاح فعالًا لمواجهتهما.
رغم ذلك، لن نعرف مدى فعالية المعزّز الجديد المخصص لأوميكرون حتى تكتمل التجارب السريرية، كي نتمكن من إجراء مقارنةً مع اللقاح والجرعة المعززة منه التي تلقيناها. ولا ينبغي لأحد أن ينتظر معززًا خاصًا بأوميكرون إذا كان مؤهلاً بالفعل للحصول على الجرعة المعززة المتوفرة.
إذا مضى أكثر من 5 أشهر على تلقيك جرعتين من لقاح “فايزر” أو “مودرنا”، أو شهرين من تلقيك جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون، فيجب أن تحصل على جرعة معززة الآن.
الدكتورة لينا وين: من المؤكد أنّ هذا الاحتمال واردًا، كما حدث في بلدان أخرى. فوجود متحور أكثر قابلية للانتقال يعني إستبعاد المتحورات السابقة.
أفضل سيناريو هو أن يكون لدينا عدد كاف من الأشخاص محميون في الولايات المتحدة جراء التطعيم وإصابتهم الحديثة، وهكذا لن يتسبب BA.2 بارتفاع في عدد الإصابات. ويمكننا الاستمرار على هذا المسار ونشهد على تراجع في أعداد الإصابات خلال فصلي الربيع والصيف.
السيناريو الآخر هو أن BA.2 يضر بالتراجع الكبير في عدد الإصابات الذي نشهده، لينتهي بنا الأمر إلى اختبار موجة رابعة أطول من تلك التي كان سيحدثها BA.1 وحده.
في كلتا الحالتين، من المهم الاستمرار في مراقبة إذا التطعيم والجرعات المعززة تمنح الحماية من المرض الشديد الناتج عن BA.1 وBA.2. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن اللقاحات ناجحة، وهذا هو الهدف من تطوير اللقاحات، لإبعادنا عن المستشفى، والحد من الإصابة بالمرض الشديد، والوفاة.
الدكتورة لينا وين: لا، لا يوجد دليل يشير إلى أن BA.2 لا يمكن اكتشافه من خلال فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل أو اختبارات المستضد في المنزل.
الدكتورة لينا وين: هناك العديد من الأشخاص الذين يتوجب عليهم الاستمرار في الالتزام بالتدابير الوقائية لمنع الإصابة بكوفيد-19، على سبيل المثال، من يعانون من نقص المناعة، أو غيرهم ممن يعانون من ظروف صحية صعبة وما زالوا عرضة لنتائج خطيرة رغم تلقيهم اللقاح.
كما أنّ عائلات صغارهم ما زالوا دون سن الخامسة، وبالتالي غير مؤهلين بعد للحصول على اللقاح، رغم أن تحقيق ذلك بات قريبًا. قد يهمك أيضاً
ظهور فيروس معد آخر يعني أن الأشخاص الذين يريدون تجنب الإصابة بكوفيد-19 يجب عليهم الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات، والأبرز بينها ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، وجودة الكمامة المستخدمة مهمة للغاية. ويعد أفضل خيار هو وضع كمامة مناسبة للوجه في الأمكان وارتدائها لوقت أطول مثل نماذج N95 أو KN95 أو KF94 المعتمدة. قد يهمك أيضاً
ارتدِ هذه الأقنعة في أي وقت تكون فيه داخل أماكن مغلقة، بالقرب من أشخاص لا يمكنك تحديد حالة تطعيمهم.
في حين أن أعداد الإصابة بفيروس كورونا مرتفعة في مجتمعك، فقد ترغب باتخاذ احتياطات إضافية، مثل مطالبة كل شخص خارج أسرتك إجراء فحص سريع قبل مقابلته في مكان مغلق.
الدكتورة لينا وين: بالطبع لا، تظهر متحورات جديدة طوال الوقت، لأن هذا ما تفعله الفيروسات: إنها تتغير عندما تتكاثر.
ويعتمد ما إذا كان المتحور الجديد يسبب قلقًا عالميًا على إذا كان أكثر عدوى، أو أكثر ضراوة، أو إذا كان في وسعه التحايل على المناعة السابقة المكتسبة.
هذا هو سبب أهمية المراقبة في الوقت الفعلي، وهو أيضًا سبب أهمية تلقي التطعيم. وكلما زادت مناعة السكان لدينا، قل انتشار الفيروسات وتحورها، وكلما أسرعنا في الخروج من هذه الجائحة.