على #الهاتف_الذكي هناك الرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني الشخصية، ورسائل البريد الخاصة بالعمل، ومواقع التواصل الاجتماعي و #الألعاب و #تطبيقات المشاهدة وغيرها. هناك أيضاً تنبيهات بالأخبار العاجلة، وحلقة جديدة من البودكاست، وعروض بيع جذابة، ومقاطع #فيديو لتعجب بها على موقع تويتر، لصداقات غير مُحتملة الحدوث.
في أيام العطلة التي لا تشمل نزهة أو خروجاً من المنزل، ينقضي معظم النهار في تصفُّح الهاتف الذكي والانتقال كالفراشة من متابعة المباريات الرياضية إلى قراءة بعض الأخبار والمشاهدة وغيرها.
هنالك مليون مُشتِّت مُحتمل، والهاتف الذكي يُمكّنها جميعاً من النجاح واحداً تلو الآخر.
ثم ينتهي النهار بألم في إصبع الإبهام على الأرجح.
#إدمان #الهاتف_الذكي يدفعه عقل فضولي
تكمن غواية الهاتف الذكي في فورية الإشباع الذي يمنحه، مُقدِّماً مدداً لا نهاية له من الإجابات المجانية عن أي سؤال قديم يسأله العقل الفضولي الشارد.
الأمر أشبه باستقاء المعلومات من نبع ماء لا ينضب، خصوصاً في أوقات الفراغ، لم يعد أي من البدائل الأخرى يُشعر البعض بالانخراط مثلما اعتاد أن يفعل.
قد ينتقي الإنسان فيلماً ثم يشعر بالملل بعد 20 دقيقة، ثم يجرب واحداً آخر قبل أن ينتبه إلى أنه كان يتصفح تويتر عوضاً عن مشاهدته!
لكن الهواتف الذكية قد تؤدي إلى الاكتئاب
تُظهر الأبحاث الجديدة إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا النوع من السلوك ضاراً بالصحة العقلية والنفسية والجسدية للإنسان.
لاحظ العلماء وجود ارتباط بين استخدام الهواتف الذكية والاكتئاب واختلال الذاكرة ومشاعر الوحدة والعزلة والقلق.
Phubbing هو مصطلح مُركب يصف ظاهرة تجاهل شخص آخر تفضيلاً للهاتف، هذه الظاهرة تجعل العلاقات الشخصية تتآكل، وتثبط التواصل الفعَّال بين الأشخاص.
يُفرز استخدام الهاتف الذكي مادة الدوبامين، وهو الناقل العصبي المرتبط بتجارب السعادة والمتعة وملاحقة المعلومات الجديدة.
تصنع هذه المادة حلقات من التغذية الرجعية، يتعلم فيها المُخ أن يشتاق إلى مزيد من المدخلات من المصدر نفسه.
بإمكان الأصوات والاهتزازات المصاحبة لكل تنبيه يظهره الهاتف أن تكون مثل محفزات بافلوف، مُسببةً بنفسها ارتفاعاً حاداً في مستويات الدوبامين.
يدمر المستخدمون أيديهم أيضاً؛ عن طريق تطويل الأوتار وتشكيل الأصابع، للوصول إلى الدرجة القصوى من قدرات التمرير على الشاشة والنقر.
يشير الأطباء أحياناً إلى هذه الإصابة التي يُحدثها المرء لنفسه، نتيجة الضغط المتكرر، باسم “إبهام الهاتف الذكي”. في الحالات المتطرفة يمكن أن تحتاج تدخلاً جراحياً.
بعض الحلول لتخفيف إدمان الهاتف الذكي
- التخلص من صوت رنة وصول بريد إلكتروني
- جعل تنبيهات المحادثات النصية الجماعية صامتة
- مسح تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وتويتر
- ترك الهاتف خارج الغرفة عند النوم
- إغلاق التنبيهات
ولكن رغم كل هذه المحاولات، قد يجد الإنسان نفسه يعود إلى نقطة الصفر، ويعيد تحميل التطبيقات الملغاة، واستعادة أصوات التنبهيات شيئاً فشيئاً.
ما العمل إذا لم تنجح الوسائل التقليدية؟
يقدم تطبيق Forest مقاربة أخرى للتحكم في إدمان الهاتف الذكي.
جوهر تطبيق Forest، الذي يكلف 199 دولاراً أمريكياً في متجر تطبيقات أبل، بسيط للغاية وربما يكون ساذجاً.
يستخدم التطبيق “لتزرع” شجرة افتراضية مرسومة، وتحدد مسبقاً مقدار الوقت الذي تحتاجه الشجرة الافتراضية المرسومة لكي تنمو.
يمكنك اختيار وقت قصير مثل 10 دقائق أو طويل حتى ساعتين.
ولكن فور بدء العد التنازلي لهذه الساعة، فإن نظام التركيز العميق في التطبيق “Deep Focus Mode” يلزمك بأن تترك الهاتف خلال هذه الفترة الزمنية، ولن يمكنك استخدام هاتفك لأي غرض إلا بعد انقضائها.
زراعة الأشجار الإلكترونية حل للسيطرة على الإلحاح الداخلي
إذا زرعت شجرة تحتاج 45 دقيقة، وعلى سبيل المثال قررت أن تفتح تطبيق إنستغرام بعد 15 دقيقة، فإن نبتة شجرتك الناشئة ستذبل وتموت.
إكمال نصف الساعة المتبقية هو الشيء الوحيد الذي سيؤدي إلى شجرة ثابتة دائمة الخُضرة.
من المهم ملاحظة أن Forest لا يمنع كلياً من استخدام الهاتف، لكن إذا قررت الاستسلام يُصدر التطبيق تذكيراً أخيراً بالعواقب الوخيمة لهذا الفعل.
يسأل التطبيق بحزن: “هل أنت متأكد؟ شجرتك اللطيفة الصغيرة سوف تموت”.
إنه حاجز صغير أمام تجاهل الأشخاص والتصفُّح، وإعادة النظر للحصول على دفقة دوبامين رقمية. عندما لا توجد واحدة مسبقاً، يجبرك على التفكير بجدٍ فيما إذا كان ما كنت مقْدماً على فعله (1) ضرورياً أو (2) عاجلاً، أم أنه يمكنه الانتظار.
تنفيذ القواعد ليس شديد القسوة أيضاً. إذا غادرت التطبيق من دون قصد، يمنحك Forest فترة كرم قصيرة للتراجع إلى بر الأمان: “اضغط هنا لتعود إلى Forest فوراً وتمنع موت الشجرة”.
ببساطة يحول Forest عملية الإقلاع عن إدمان الهاتف الذكي إلى ما يشبه اللعبة، مستغلاً بعض الديناميكيات نفسها التي تجعل هذه الأجهزة يسهل إدمانها في بادئ الأمر: ينتج رعاية شجرة أخرى حتى تنضج كمية مُرضية من الدوبامين، ورويداً تستعيد إنتاجيتك.
قد يتطلب الأمر بعض الوقت، تنجح يوماً وتخفق أياماً، لكن في أغلب الأحيان، وضع بذرة أخرى في التربة تمثل تنبيهاً رقيقاً إلى أن تصفُّح فيسبوك لا يستحق مثلاً موت هذه الشجرة.
وعوضاً عن ذلك، وبينما تنمو غابتك، يمكن مشاهدة مباراة رياضية أو الاستماع لنشرة الأخبار أو حديث الأصدقاء. ولعل المفعول الفوري للتطبيق هو أن إبهامك سيؤلمك بدرجة أقل بكثير من السابق.