كونفدرالية عباس .. لا تحملوها ما لا تحتمل
عمر عياصرة
أنا مع عدم تحميل تصريحات محمود عباس الاخيرة حول الكونفدرالية الثلاثية «الاردن وفلسطين واسرائيل» فوق ما تحتمل، وانا مع موضعتها في اطار «خرابيط ابو مازن الاخيرة».
لكن بالمقابل، علينا ان نعترف ان المشروع الوطني الاردني يتعرض لضغوط غير مسبوقة، تأتي في معظمها من التناقض التاريخي والدائم مع المشروع الصهيوني.
مشكلتنا الحقيقية في الاردن ليست مع الفلسطينيين، بل هي مع اسرائيل، هذه مبادئ اساسية يجب تعميقها في استراتيجية مواجهتنا المقبلة مع تطورات الموقف الاميركي تجاه القضية الفلسطينية.
كونفدرالية عباس، مردودة عليه، لا يمكن الحديث او القبول بها، فاللائق ان نتوقف جمعيا عن كل ما يوتر أجواءنا ويفت من عضدنا، تجاه مواجهة المشروع الاميركي التصفوي للقضية.
الان، واشنطن تعمل بإخلاص على استهداف ثلاثة عناوين رئيسية لها مساس مباشر بالاردن وفلسطين، فمن جهة هناك استهداف لمفهوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وهناك عمل اميركي حثيث لضرب مفهوم اللجوء وحق العودة، اما قصة الكونفدرالية التي تروج لها امريكا، فهي اعلان واضح عن تصفية «حق تقرير المصير الفلسطيني».
الموقف الفلسطيني الرافض لكل ذلك، والصمود في الارض المحتلة، واعادة تعريف الصراع بما يستحق، كلها عناوين يجب استثمارها اردنيا والتساوق معها، فالفلسطيني اذا ما رفض القبول او التوقيع كانت الاردن في مرمى الحماية والنجاة.
علينا جميعا ان نتحلى بالمسؤولية التاريخية الدقيقة التي تعيشها بلادنا اليوم، فمشكلتي كمشروع وطني اردني، دولة وكيان وهوية، يجب ان تكون مع الاسرائيلي.
وهذا يستدعي للمرة الألف ان ننسق اكثر مع الفلسطينيين، فرفضنا سيقود العرب لمشروع الرفض، ورفض الفلسطينيين سيحطم كل المؤامرات.
اذاً، فليتوقف الهجوم على ابي مازن نتيجة تصريحاته، ولتتوقف ماكينة الاصطياد بالماء العكر، ولنوجه الوقت والجهد للتناقض بوعي مع ما يحاك بين نتنياهو ووكوشنير وترمب.