كوكب / عودة عياصرة

كوكب
على صفحتي في الفيس بوك وجدت اعلان من وكالة ناسا ، يقول الاعلان حرفياً ” نريد انسان يصعد الى المجره حيثُ وجدنا ان هناك كوكب صغير بين المريخ والمشتري نريد ان نكتشف ماهيّته .
ارسلت السيره الذاتيه ولحسن حظي تمت الموافقه ، قابلني جون زيلر للأمانه لم انجح في المقابله الا ان ابن عم زوجة خالي هو عديل لزيلر وقد توسّط لي من اجل ان اقوم بالمهمه .
قرُبَ موعد السفر الى هذا الكوكب الجديد ، اتى الحلم لاكتشاف كوكب نستطيع العيش عليه دون الأرض ، جهّزت لي الوالده الزعتر والجبنه البيضا ورأسين جميد ، صعدت مركبة سيوز الفضائيّه ودّعتُ امّي وأقلعت حيثُ السماء .
بعد رحله دامت قرابة شهر كامل في المركبه وصلت الى هذا الكوكب ، يا لعجب ما رأيت ، أناسٌ مثلنا لكنّهم رجال، اطفالهم لا يبكون، نسآؤهم مؤمناتٌ قانتات ، شعائرهم تملأ السماء طُهراً وخشوعاً ، راحةٌ نفسيّه واستقبالٌ برائحة العروبه .
ما لفت انتباهي في هذا الكوكب أنَّ لون مياهِ بحاره وأنهاره حمراء ، أنَّ بيوتهم محطّمه ، أنَّ هناك مخلوقات فضائيه بشعه تعيشُ بمحاذاتهم ، اسلاٌكٌ شائكه تحاصرهم ، المستشفيات ممتلئه بريعان الشباب ، لم تمر ساعه الا وتصريح من مخلوق فضائي باخلاء تلك المنطقه ، نيرانٌ ودخانٌ وموت .
لا استوعب ما يحدث ، لصدمتي قطعت الاتصال بيني وبين ناسا ، لم تعد تهمني تعليماتهم ولا اوامرهم ، سرتُ يميناً وشمالاً حتى رأيتُ طفلاً يحملُ سلاحاً اسمهُ الحجر ويوجهه الى حيثُ مركبات الفضاء التي تهاجمهم ، قلتُ لهُ مُتعجّباً يا صغيري ماذا تفعلُ هنا! ، فقال : أحاربُ الغزاه ليبتعدوا عن كوكبنا ، قلتُ لهُ : وهل تستطيع بهذا الحجر ان تُحاربهم ، ضحكَ باستهزاء وقال : أُحاربهم بعقيدتي بتاريخي بمقدّساتي بكتابي بديانتي بمبدأي وما جبلتُ عليه .
نعم يستحقون كوكباً لوحدهم لابادة العدو ، لو تركانهم وحيدين دون اجتماعاتنا ومؤتمراتنا واتفاقياتنا لانتصروا بهذا الحجر ، لا يريدون مساعدات تغلّفها الخيانه ، لا ينتظرون تصريحات ملّها اجيالهم ، لا يريدون سوى ان ندعوا لهم .
شابٌّ تمزّقَ جسده وتناثرت اشلآؤه ووالدتهُ تُزغرد ! ، لا عجب فهذا الكوكب اسمهُ فلسطين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى