كوشنير في الخليج / عمر عياصرة

كوشنير في الخليج

مجرد ان تذكر اسم صهر الرئيس الاميركي «جاريد كوشنير»، فإنك ترحل مباشرة الى ما يعرف بصفقة القرن، ويتملكك شعور الريبة الناجم عن صهيونية الرجل وانحيازه السافر لإسرائيل.
كوشنير في المنطقة، يزور خمس دول خليجية (السعودية والامارات وقطر والبحرين وعمان)، وقد اضيفت الى جولته تركيا التي سيصل لها في نهاية المطاف.
لا استغرب ان يعرض كوشنير على عواصم الخليج خطته لتصفية القضية الفلسطينية، ولا استغرب ان يطلب منهم دورا في تسهيل خطته، ولعله يأمل ان تموّل الدول العربية الثرية سلامه الاقتصادي.
لكن كيف سيكون الرد في عواصم العرب، هذا مربط الفرس، فكلما تمسك العرب بحقوق الفلسطينيين، كلما تراجع كوشنير عن جشعه واحلامه غير الواقعية.
الملفت في الزيارة ثلاث ملاحظات؛ اولها: انه يتجنب زيارة دولة الكويت، ولا اعرف سبب ذلك، لعل الرجل يتجنب سماع ما يحرجه، فالكويت وقطر تبدوان اكثر صلابة من باقي النادي الخليجي.
الملاحظة الثانية: تكمن في اصطحاب كوشنير اثناء زيارته «لبراين هوك»، الممثل الخاص لوزارة الخارجية الاميركية لشؤون ايران، وهنا يظهر الابتزاز والتخويف سلاحا يستخدمه صهر الرئيس بوجه عواصم العرب.
اما الملاحظة الاخيرة فقد وسع كوشنير بيكار جولته لتشمل تركيا، وغير معروف الى الان ما هي المواضيع التي سيطرحها في انقرة، فالمتوقع انه سيسمع كلاما ثقيلا اذا ما حاول المس بوضع القدس ومكانتها.
اتمنى ان يعود جاريد كوشنير من جولته محبطا، واتمنى ان يسمع كلاما ينسجم مع ما قاله الملك سلمان في قمة شرم الشيخ، واتمنى ان لا يكون هناك خطاب موقع تحت الطاولة وفي الخفاء.
لكن الاهم انه على العرب، كل العرب، ان يدركوا ان الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه مهما فرطوا هم، ومهما ضغطوا عليه، ومن يجرب المجرب عقله مخرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى