كورونا والتعليم عن بعد،الجامعة الهاشمية أنموذجاً

كورونا والتعليم عن بعد،الجامعة الهاشمية أنموذجاً
د.ظاهر محمد الزواهرة

كثر الحديث في قضية التعلم عن بعد في الجامعات الحكومية على وجه التحديد،وكثير تحامل وظلم ،وكثرت الآراء بين متذمر يلقي باللوم على الجامعة والدولة،وبين مشتك من سوء التحميل وعدم قدرة الوسائل مثل المودل على رفع صورة أو مقطع فيديو كما يقولون، وووو
والحقيقة الأساسية التي يجب أن يعرفها طلبتنا الأعزاء قبل كل شيء هي درس الصبر والانتماء ،هي روح المسؤولية ومعنى القيادة،فنحن نمر بمرحلة استثنائية تتطلب من الجميع أن يكون مشاركا مساهما في تحمل المسؤولية،وأن يكون عوناً للوطن لا عليه ،فالصحة أساس العلم والعمل،ومع كل هذا أقول وبكل أمانة إن تجربتنا في الجامعة الهاشمية ومنذ ما يزيد عن خمس سنوات لم نجد مشكلة بهذا الخصوص،وكانت الوسيلة للتواصل مع الطلبة هي المودل،واليوم بعد حجم الضغط فمن الطبيعي أن يكون هناك مشاكل ولكنها لا ترتقي إلى مستوى ما يقال ويشاع، ففي يوم الثلاثاء قمت برفع ملفات كثيرة كتابية وصوتية وفيديو قمة الضغط مع وجود الكثير ممن يستخدم النت ، وتم التفاعل مع الطلبة كما ينبغي؛ إذا وضعت صفحات بمسميات المواد عبر الفيس بوك الوسيلة الأكثر انتشاراً بين الناس،وطلبت منهم الواجبات التي سلمت قراءة وكتابة بملفات صوتية وكتابة،بل لقد دهشت من حسن تفاعلهم ومشاركتهم،ولا أكون مبالغاً إذا قلت إنهم أكثر نشاطاًومشاركة من القاعة الصفية، ومتبت لهم هذا الكلام عبر ثفخة لسان الضاد يجمعنا وسيلة من وسائل التعلم مع الطلبة، وسلمت خلال يومين ما يزيد من ستين ملفا صوتيا وكتابيا تتضمن قدارت في التحليل والنقد أكثر مما كان في المحاضرة،ولم يعتذر سوى طالب واحد لا بملك وسيلة الاتصال،وقام بإرسالها من صفحة زميل له.
ويأتي من يقول ليس الكل لديه نت،وشبكات الاتصال تعطينا أرقاما مذهلة في عدد المشتركين والذين يملكون صفحات تواصل متعددة،وفي المحاضرة كان بعض الطلبة يغيب كثيرا،وبعضهم لا يأتي بالكتاب أو الورق والقلم ليكتب ويتابع،فكل له طريقته وظروفه،لكن التعميم و التهويل لحجم المشكلة يجعلنا نقف بإمعان.
ومواطن التواصل مع الطلبة كثيرة فمنصة ميكروسوفت تيمز واحدة من مواطن التواصل وإلقاء المحاضرات واستخدام الملفات والصور والفيديو،ووو. لكن قريب العهد بالتجربة يحتاج إلى صبر وعزيمة لا إلى تشويه وتثبيط،والعالم كله اليوم قائم على التكنولوجيا والاتصال وعن بعد، فالأمر لا يحتاج كل هذا الذي نقرأ أو نسمع،بل علينا أن نعرف قيمة وطننا ومقدراته وقدراته التي تجاوزت دولا عظمى لديها قدرة مالية مذهلة،ولعمري إن عرفنا هذا فهو أعظم درس تتناقله الأجيال،وتعرف معنى الأزمة وحسن إدراتها ،وتعرف قيمة الجندية في كل موقع،ومعنى العزيمة والإصرار والإيمان والرفعة،فالطالب جندي،والمدرس جندي،والموظف جندي،وكلنا اليوم نخوض معركة الصبر والإلتزام أمام البلاء والمرض ونسأل الله عزوجل أن يحفظ طلبتنا الأعزاء والأهل جميعا،وأن يحفظ وطننا وأمتنا ،وأن يكشف عنا هذه الغمة،ونعود إلى وطننا طيور محبة في السهول والجبال،ونعود رسل علم في قاعة الدرس في جامعاتنا الحبيبة حاملة لواء العلم،ومخرجة الأجيال ،صبرا طلبتنا الأعزاء فالعالم كله ينظر للأردن،ويكبر الأردن،والأعداء والمتربصون مثل النمل،فأنتم أملنا لغد المشرق بإذن الله.
د.ظاهر محمد الزواهرة – الجامعة الهاشمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى