كورونا والتعليم: ثلاث فرص ضائعة

كورونا والتعليم: ثلاث فرص ضائعة
د. ذوقان عبيدات

شاع لدى مجتمعنا أن التربويين سيتعاملون مع أزمة كورونا كفرص وليس تحديات وكان منطلق ذلك أن هناك حاجة ملحة للتغيير كشفها ضعف أداء المعلمين الذين نفذوا عمليات التعلم عن بعد، فقد ظهروا بمظهر الملقن غير المتواصل والذي يتحدث مع نفسه وكأنما نسيّ أنه يدرّس طلبة أمامه ولو عن بعد، وهذه هي الفرصة الأولى. أما الفرصة الثانية فهي أن المجتمع وثق بالحكومة وإجراءاتها وأنه مستعد لقبول قراراتها حتى لو أقدمت على تعديل الخطط الدراسية وقللت من حجم مواد وزادت من حجم مواد أخرى، أو حذفت مواد وأضافت أخرى؛ ففي ظل هذه الظروف تضعف المقاومة وتزداد قوة أنصار التعبير. وكانت الفرصة الثالثة هي وجود وزيرين للتربية والتعليم العالي يؤمنان بالتغيير. هذه الفرص الثلاث شارفت على الضياع دون أدنى مكسب. فما أن تراخت إجراءات العزل حتى بات الحديث عن امتحانات عادية دون أدنى تعديل. وربما سيضيع التعليم الالكتروني بدلاً من أن يتطوّر.
وقد تأتي فترة قادمة نلعن فيها التعليم عن بعد ونحمّله مسؤولية خراب التعليم وضعف أداء المعلمين والطلبة.
لقد وقف الجميع أمام الامتحانات! قبلوا تعطيل المدارس وقدموا تعليماً عن بعد، ودربوا المعلمين على ذلك، ونشط الكتاب دعماً. وتفاخر المسؤولون بالتعليم عن بعد، ولكن حين فكروا بالامتحانات، تراجعوا إلى منطقهم ما قبل الأزمة! صار الحديث عن العدالة، وعن حق الطلبة المتفوقين في التميز عن سواهم.
لم يفكر أحد في العدالات الضائعة والمنتهكة من عشرات السنين: لم يفكروا بغياب العدالة الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى عدالة توزيع القدرات، وفكروا فقط في عدالة الامتحانات! وبالأخص التوجيهي! فهل التوجيهي هو ما يمنع تطوير التعليم؟
قالوا لنا: التقييم جزء من العملية التربوية ولم يقل أحد إنه عدو العملية التربوية. فلماذا نفقد كل فرص التطوير حين نفكر بالامتحانات!
في بلادنا قناصون كثيرون. واليوم أُضيف لهم قناصو الامتحانات من غير المؤمنين بالتطوير.
هل ما زال الأمل موجوداً! أشك!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى