كورونا تخفض أعداد المواليد في الأردن

سواليف

كشفت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان، عبلة عماوي، أن جائحة فيروس كورونا المستجد “لم تتسبب بارتفاع أعداد المواليد، بل قد تكون سببا لانخفاض أعدادهم كما تظهر بيانات السكان خلال كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي”.
وكان يتوقع ارتفاع أعداد المواليد خلال الحجر الصحي والإغلاقات المنبثقة عن اجراءات منع تفشي فيروس كورونا، وذلك لضعف الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، بخاصة خدمات تنظيم الأسرة أثناء الحظر الشامل، لكن ما حدث، هو العكس، استمرار اتجاه أعدادهم بالانخفاض، وفق عماوي.
واستندت عماوي الى المعطيات التي أظهرت تراجعًا ملحوظًا في أعداد المواليد الأعوام الماضية؛ وحتى قبل انتشار الفيروس، ويمكن أن تكون تداعيات الجائحة وما ترتب عليها من سوء أحوال اقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، قد دفعت لإعادة تفكير الأسرة على نحو عميق بعواقب انجاب أطفال جدد في ظل أزمة الجائحة وتداعياتها.
المجلس الأعلى للسكان، والذي يعد المرجعية الوطنية لقضايا السكان، وفق عماوي، رصد آثار الجائحة على أعداد المواليد، حسب بيانات دائرة الأحوال المدنية والجوازات في التاسع من شباط (فبراير) العام الحالي، وقارنها بأعدادهم في العام 2019.
ففي العام الماضي اتجهت أعداد المواليد للانخفاض مقارنة بالعام 2019، لكن حدة الانخفاض لأعدادهم في كانون الأول (ديسمبر)، إذ تسجل ولادات الأحمال في آذار (مارس) العام الماضي (بدايات الحظر كانت في الحادي والعشرين من آذار (مارس) خلال الجائحة)، كانت اعلى من باقي الأشهر، فانخفضت من 14506 ولادة في كانون الأول (ديسمبر) 2019 إلى 12946 ولادة في الشهر نفسه العام الماضي، وبنسبة 10.8 % خلافاً للتوقعات، اذ كان يتوقع ارتفاع أعداد المواليد جراء الحظر.
انخفاض أعداد المواليد الأجانب
أما بالنسبة لاتجاه أعداد المواليد الأجانب العام الماضي، مقارنة بأعدادهم في العام 2019، فلم يكن مخالفاً لاتجاه أعداد المواليد الأردنيين، اذ سجل المواليد الأجانب فيه انخفاضا.
كما سجلوا انخفاضا في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، مقارنة بأعدادهم في الشهر نفسه من العام 2019، اذ بلغ 2371 مولودا، في حين بلغ عددهم في الشهر نفسه العام الماضي 2131، مسجلاً انخفاضاً قدره 10.1 %، خلافا للتوقعات.
وفي السياق ذاته، سجل اتجاه المواليد الأجانب في الأردن، تصاعدا في الفترة بين 2010-2017، وصل ذروته في العام 2017، ليرتفع عددهم من 13018 في العام 2010 إلى 34314 العام 2017، في ظل وجود اللاجئين السوريين في الأردن واتجاهاتهم حول الزواج بشكل عام والزواج المبكر بشكل خاص.
واتجه بعدها للانخفاض لـ3 اعوام على التوالي، فقد انخفض إلى 32692 العام 2018 وإلى 30076 العام 2019 وإلى 25845 العام الماضي، بمعدل انخفاض سنوي قدره 8.9 %
وأوضحت عماوي، أن الانخفاض في أعداد المواليد الأجانب قد يعزى لجهود التوعية، بخاصة في مجال الحد من الزواج المبكر، وعوامل أخرى مرتبطة بتأخير سن الزواج، اذ انخفضت نسبة من سبق لهن الزواج في الفئة العمرية بين 15 الى 19 عاما من 18.8 % في العام 2017 إلى
15 % في العام 2019، وانخفضت بين الفئة العمرية بين 20 الى 24 عاما من
56 % العام 2017 إلى 55.5 % العام 2019، كما انخفضت بين الفئة العمرية 25 الى عاما من 76.6 % في العام 2017 إلى
74.1 % في العام 2019.
تأخر سن الزواج
وبحسب بيانات دائرة الأحوال المدنية والجوازات لأعداد المواليد والمحدثة في التاسع من شباط (فبراير) الماضي، اتجهت أعداد الأردنيين منهم في الـ11 عاما الماضية إلى التذبذب بين الانخفاض والارتفاع، إذ انخفضت من 190419 في العام 2010 إلى 175492 في العام 2013، كذلك انخفضت لـ3 أعوام متتالية بين 2018 و2020 إلى 164158 العام الماضي.
ويشكل المستوى في عدد المواليد العام الماضي، المستوى المتوقع لعددهم في العام 2024، وفق الإسقاطات السكانية، أي بتقدم انخفاض عدد المواليد لـ4 اعوام، مقارنة بهذه الإسقاطات وفق عماوي.
وأضافت عماوي، أن تأخر سن الزواج يلعب دورا كبيرا في هذا الانخفاض، اذ اتجهت نسبة من سبق لهن الزواج في الفئة العمرية بين 20 الى 24 عاما للانخفاض بين 2010 الى 2020، وانخفضت
من 33.2 % في العام 2010 إلى 28.4 % في العام 2015 وإلى 26.6 % في العام 2017، وإلى 23.1 في العام 2018، وإلى 22.7 % في العام 2019.
ووصلت إلى 20.1 % في الربعين الثاني والثالث العام الماضي بفارق 13 نقطة مئوية مقارنة بالعام 2010، كما اتجهت نسبة من سبق لهن الزواج في الفئة العمرية بين 25 الى 29 عاما للانخفاض بين الفترة 2010 إلى 2020.
التخلي عن فكرة الإنجاب
وتتفق هذه الاستنتاجات الصادرة عن “الاعلى للسكان”مع دراسات وتقارير عالمية حول اثر الجائحة على انخفاض أعداد المواليد؛ اذ بينت دراسة نفذها باحثون إيطاليون، حللوا فيها بيانات من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، تخلي الكثير من الناس عن خططهم لإنجاب الأطفال خلال إجراءات الإغلاق الصارمة التي نفذت في آذار (مارس) ونيسان (إبريل) العام الماضي.
وأظهر تقرير آخر استند على إحصاءات وزارة الأمن العام في الصين، أن عدد المواليد الجدد في الصين انخفض 15 ٪ العام الماضي، مقارنة بسابقه، مع ظهور الفيروس الذي عطل الاقتصاد، وأثر على قرارات تكوين أسرة.
وفي تقرير لمؤسسة “بروكينغز”، أشار إلى أن عدد الأطفال المولودين في ولايات كاليفورنيا وأريزونا وهاواي وأوهايو الأميركية العام الماضي، انخفض لأكثر من 50000 ولادة مقارنة بالعام 2019.
وما يزال “الأعلى للسكان” يتابع التغيرات الديموغرافية في الأردن، وتقييم آثار السياسات والبرامج السكانية على الهيكل العمري للسكان والخصائص السكانية، وخصوصاً سياسات وبرامج تنظيم الأسرة، الهادفة لتحقيق العائد الديموغرافي الناتج عن الانخفاض في نسبة صغار السن من السكان، وتزايد في نسبة السكان في الأعمار المنتجة، وانخفاض معدلات الإعالة، كما يتابع آثار الجائحة على ديناميكيات السكان.

المصدر
الغد
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى