“كنزة خضرا”
خاص سواليف
#أحمد_حسن_الزعبي
الموت في بلادنا لا يأخذ #بيانات #المتوفّين ، ليس لديه استمارة تعبأ حسب “ألأفول”، أو مسح ضوئي “QR” للجثث الهاربة من #الطواغيت..في بلادنا يشيّع #الأطفال محمولين بين الأذرع الغريبة ، لا يحظون حتى بارتقاء التوابيت..
على قبر طفلةٍ سوريةٍ استشهدت في الزلزال الأخير ، كتب دافنها على شاهد القبر :” مجهولة الهوية طفلة لابسي كنزة خضرة” ..هذا كل شيء ، أحد لا يعرف اسمها ، أو عمرها ، أو أهلها ، أو أسماء أشقّائها ، أو السيرة الذاتية لشقائها ، لا يعرفون عنها شيئاً سوى أنها “مجهولة الهوية..طفلة لابسه كنزة خضرا”..من سيزورها في العيد ؟ من سيضع كل خميس عود بخور فوق القبر المجهول ؟..من سيقتلع الشوك العالق بالكنزة الخضرة ذات صيف؟..من سيجلس ساعات يفكر في تلك الدقيقة السابعة عشرة بعد الرابعة فجراً من الخامس من شباط؟..من سيتذكر اللون الذي كان يرتديه قبل أن يتوشّح السواد..
نحن المفقودون جميعا تحت الأنقاض يا بنيتي ، نحن جميعاً تحت أنقاض الفقر ، تحت أنقاض القهر ، تحت أنقاض الجوع والظلم و الديكتاتوريات ، لا يتعرّف علينا أحد أثناء الحياة ، وعند الوفاة يكتب على شاهد الخارطة العربية : ” مجهولة الهوية..أمة لابسة كنزة خضرا”..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com