كنا زمان …
بقينا وبقت أمي وكان أبوي
يابي ما أحلا وأطيب #عيشة_زمان لما كان الخير بالناس والجيره والشارع والحي والمدينه الملمومه والناس كلها تعرف بعضها البعض …
يابيي لما كان في مرجع ومختار للحاره قوي الشكيمه وصلف وكلمته مسموعه وكرسيه بالدكانه مش أي واحد يجرؤ ويقعد عليه…
يابي لما كان دفتر الدين عند اللحام والخضرجي والدكان سلس وناعم والناس صادقه والخير موجود…
يابي لما كان أكبر حلمنا باكيت غراوي أو باكيت سلفانا ولا ناشد…
بقت أمي إذا إجانا باكيت الناشد ناقوط ولا هديه تحرث علينا طول النهار نكنس حويلا الدار وما نخلي لا قشه ولا مسمار ونظف ظهر الحيط وبطن الحيط ونطلب عونة ولاد الحاره شعيط ومعيط مشان تطعمنا منه قزعه…
وإن إجا باكيت سلفانا كانت أمي تخبيه في قيعان الخزانه بحيث لا تصله حتى أجهزة الكشف ولا الرادار بحجة(خلي للعيد)…
كنا نشوف باكيت أو كيس المحارم فقط لما ييجينا ضيوف ولما يروحو الضيوف تختفي المحارم بقدرة قادر وتختفي في مكان يصعب حتى كشفه أو التفكير به …
يابي ما أحلا ضيق زمان والقله زمان وتقشف وإدارة زمان مع ذلك كان الكل عينه مليانه وقنعان…
كان أبوي إله بهجه ووهره لما يدخل البيت سواء كان هاده الضنك مرتاح أو تعبان وعمره ما فات على البيت إلا مليان وكنا نوقفله وقار وإحترام وأحياناً رعب وخوف إذا بهضاك اليوم كنا مرتكبين زله وغلطه وجرم ونستاهل كتله بقشاطه الجلد الأصلي ولا ببربيش الغساله الرويم…
كان أبوي يغسل ويرتاح ونصمت أمامه إلى أن يركن عظامه من كد وتعب ونقرأ ملامح وجهه لنسمح لحالنا البدء بممازحته والتقرب إليه…
أخبار الساعه ثمنيه تغلق أفواهنا وتقل حركتنا ليستعرض أبوي حال البلد والدنيا…
يابيي ما أحلا وأطيب أيام زمان وعيشة زمان لما كنا نشوف صحن الحمص والفول أو واحد منهن فقط يوم الجمعه ويابي ما ألذ البيض لما كان عيون والزيت نص فتر ولمة العيله على خرقة الأكل متر×متر…
وأجمل مافي بركة وعيشة زمان كنا إذا حالفنا الحظ يوم جمعه وبدنا ندسم ونوكل لحم بقينا نروح على اللحام ونرى بأم أعيننا وسكينته تمارس دور(سايكس بيكو)في الذبيحه ولو كان دسمنا كوكو جاج كنا نروح للحام ليذبح لنا صوص الجاج أمامنا ونشاهده يفرفر من حلاة الروح…
يابييييي ما أحلا وأطيب عيشة زمان وأبوي وأمي زمان !!!
عذراً قرائي سأتوقف عن الكتابه وأنهي الآن لأن إبني بعث لي على الواتس أب من غرفته وفي نفس البيت الذي نعيش سويا وبقلي(كيفك بابا)؟؟
