كنافة خشنة سوداء
ليس نفاق ولا مداهنة ولكن من باب المُجاملة وحِفظ خط الرجعة توجهت لمضارب الترامبرة مباركاً لهم بفوز مرشحم , وكما تعرفون في مثل هذه الحالات يتم توزيع الحلوى على الحضور وأنا بصراحة سمعت عن الكروسان والدونات وفطائر التفاح فقلت لنفسي : يالله فرصة ولاحت بنضرب عصفورين بحجر واحد ” منه بنبارك ومنه بنتحلى” .
جُلت بنظري يمنةً ويسرى مع أن المكان مكتظ بالناس إلا أنني حاولت جاهداً في العثور على مكان لكي أجلس به وفي هذه الأثناء نهض شخص وهمَّ بالخروج فسارعت اليه مصافحاً وكأني أعرفه منذ زمن وذلك لكي أتقدم بسرعة وأجلس مكانه قبل أن يسبقني أحدهم ويجلس مكانه . بالطبع هو تفاجأ بي كوننا أول مرة نلتقي ولكن كما تعرفون للضرورة أحكام فالحصول على مقعد في مثل هذا الظرف يُعتبر مغنما .
بعد أن جلست وتمكنت من جلستي بإزاحة من هما عن يميني ويساري بواسطة حركات مقعدتي الجانبية واتخذت وضعية الإستحكام وإذ بشاب أشقر حاملاً طبق كبير من الالمنيوم فيه صحون الحلويات التي يُقدمونها . طبعاً تابعت هذا الشاب وما يحمله بخلسة وكأنني غير مهتم بما يحمل ولكن في الحقيقة كنت أعد صحون الحلوى المتبقية وأعد من هم قبلي لأحصل على النتيجة هل سيكون لي طبق من الحلوى أم لا , لأنه في حال النقصان سأضطر للمكوث لفترة أطول في إنتظار الجولة التالية من توزيع الحلويات , أخيرا حصلت على صحن حلوى لأتفاجأ بأنه صحن كنافة خشنة ولكن لونها أسود أي ليس بلونها الأشقر المعروف لدينا , والمفاجأة الكبرى كانت عندما هممت بوضع أول لقمة في فمي حيث شممت رائحة غريبة بالإضافة للون القطِر الأحمر .
لم أستطيع حتى تذوق ولو للقمة واحدة مع ان الأخرين كانوا يلتهمونا بشهية وبنهم . نهضت من مكاني مغادراً وممتعضاً بعدما عرفت مكونات حلواهم .
ملاحظة : لمن يرغب بمعرفة مكونات حلوياتهم اليكم المكونات
حشوتها لحوم الأبرياء ومغطاة بضفائر سوداء ومشربة بدماء الأطفال
رائد عبدالرحمن حجازي