طقم أسنان وباكوره / عودة عياصرة

طقم أسنان وباكوره
في برودة الليل ترفعُ العاصفةُ من حرارة العاطفه ، في برودة الليل يلبسُ الفنجانُ معطفاً أسوداً من القهوه ، في برودة الليل تجلسُ حروفي أمامَ المدفأةِ تحدّثُ الشُعلةَ عن حروقها العميقه.

يوقظ الشوقُ ليلي فيختبئُ النُعاس لتبدأ الذكريات موعدَ الزياره ، ورسولُها يسترسلُ في الحديثِ عن ماضٍ قد تولّى ، أستأذنُ الأطلالَ لتقرأ فنجاني فترى حروفاً تردّدها : كيفَ ذاك الحبُ أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى .

أشتاقُ الى طفولتي ، الى صياح معلمتي وسطوة ممحاتي ، أشتاقُ الى الصوف الذي تنثرهُ أُمي على سطح العماره ، لرائحة العجين وعطرِ الخبزِ في شوارعنا ، أشتاقُ الى النومِ بعد العِشاء والصحوة على منبّه الديك في الحاره .

أشتاقُ لبيضِ الدجاجِ في الخُم وصفاره ، لشراهة الماعز على مأدبة الأعشاب وحلوياتها من النخاله ، أشتاقُ لملفع جدتي وحصيرتها لمزنوكِ جدي ورائحةُ مهباشهِ وسيجارة الهيشي بين أصابعه ، أشتاقُ لدكاكين القريه وأقاصيصَ العجائز على كراسيهم وحبالها المُشتدّه .

مقالات ذات صلة

أشتاقُ لأخبار الثامنه بحنجرة سوسن تفاحه وتحذيرات الصقيع بصوت علي عبنده ، اشتاق للراديو والدحراجيّه والتوفه ، أشتاقُ لحرف السين البريء وأسنانهُ المتعرّجه بقلم الرصاص المبري بسكين المطبخ ، أشتاقُ لمعجون الروضه وشلن الفرصه ، أشتاقُ لها لثقب شنطتها الحمراء وقصّة الكاريه التي كانت تراها جميلةً تلك الطفله ، أشتاقُ لسرقة ألوانها والغناءُ بجوارها في الصف ألفًٌ أرنب باءٌ بطّه ، يا أُمّي كثيراً ما توسّلتُ اليكِ أن تقتطعي منّي طفلاً وتحدّثيهِ عن طفولته .

بالمناسبه حد شاف طقم أسناني ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى