في عصر جديد مليء بالتحديات الغذائية، تبرز #مقاومة_الإنسولين قضية صحية متزايدة الانتشار تهدد الإنسان وتغير من طريقة عيشه، حيث إن حساسية الجسم للأنسولين وفقدانه القدرة على استخدامه بشكل صحيح تعد قنبلة موقوتة تزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
ما هي مقاومة الإنسولين؟
مقاومة الإنسولين حالة تحدث عندما لا تستجيب الخلايا الموجودة في العضلات والدهون والكبد بشكل جيد للأنسولين ولا يمكنها بسهولة امتصاص الجلوكوز من الدم، وفقا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك، يقوم #البنكرياس بإنتاج المزيد من الإنسولين لمساعدة الجلوكوز على دخول خلاياك. وما دام البنكرياس يستطيع إنتاج ما يكفي من الإنسولين للتغلب على ضعف استجابة خلاياك للإنسولين، فإن مستويات الجلوكوز في الدم ستبقى في النطاق الصحي.
ولكن مع مرور الوقت، قد تصبح خلاياك أكثر مقاومة للإنسولين، وقد تستمر مستويات الجلوكوز في الدم في الارتفاع؛ مما يؤدي إلى إصابتك بأمراض مزمنة.
أعراض مقاومة الإنسولين
عادة لا يكون لمقاومة الإنسولين ومقدمات #السكري أي أعراض في البداية.
لكن مع التقدم في الحالة، تقول المختصة سارة أبو خلف للجزيرة مباشر إنه قد يلاحظ بعض العلامات، تشمل السمنة والتعب والإرهاق وجفاف الفم والعطش الشديد وكثرة التبول وعدم وضوح الرؤية، إضافة إلى متلازمة تكيس المبايض واسوداد الجلد في منطقة الإبط أو الرقبة أو الفخذين.
أسباب وعوامل خطر مقاومة الإنسولين
يعتقد الباحثون، وفقا للمعهد الوطني للسكري الأمريكي، أن زيادة الوزن وقلة النشاط البدني من العوامل الرئيسية للإصابة بمقاومة الإنسولين ومرحلة ما قبل السكري.
ويرى الخبراء أن السمنة، وخاصة الدهون الزائدة في البطن وفي الحيز المحيط بالأعضاء الداخلية، التي تسمى الدهون الحشوية، هي السبب الرئيسي لمقاومة الإنسولين. ويرتبط قياس الخصر الذي يبلغ 40 بوصة (101 سم) أو أكثر للرجال و35 بوصة (88 سم) أو أكثر للنساء بمقاومة الإنسولين، حتى لو كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) يقع ضمن المعدل الطبيعي.
وتقول المختصة سارة إن هناك عاملين يؤديان إلى مقاومة الإنسولين، الأول جيني والثاني سلوكي يرتبط ببيئة الشخص.
وتوضح أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير صحي ويتناولون سعرات حرارية عالية أغلبها من سكريات مضافة، تزداد عندهم نسبة الإصابة بمقاومة الإنسولين.
وتشير إلى أن النساء المصابات بتكيس المبايض عرضة أكثر من غيرهن للإصابة بالمرض. وأضافت أن الشباب الذين يستخدمون الهرمون للحصول على كتلة عضلية كبيرة في وقت قصير من المعرضين للإصابة بالمرض.
مضاعفات مقاومة الإنسولين
وتقول المختصة سارة إن مقاومة الإنسولين تسمى عادة بمرحلة ما قبل السكري، حيث إنها العامل الرئيسي في الإصابة بمرض السكري من النوع 2، كما أنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، وهي من أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وتُؤدّي مقاومة الإنسولين إلى زيادة الضغط على الكلى، مما قد يُؤدّي إلى تلفها، كما تشير بعض الدراسات إلى أنّ مقاومة الإنسولين قد تزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان القولون.
علاج مقاومة الإنسولين طبيعيا
يساعد النشاط البدني وفقدان الوزن، إذا كنت بحاجة إلى ذلك، على الاستجابة بشكل أفضل للإنسولين.
كما أن تناول الأطعمة الصحية والتحرك أكثر لإنقاص الوزن، يمكن أن يساعد على علاج مقاومة الإنسولين ومنع أو تأخير مرض السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص المصابين بمقدمات السكري.
اتباع نظام حياة صحي قد يقلل الإصابة بمقاومة الإنسولين (غيتي)
وأظهرت دراسة بحثية وفقا للمعهد الوطني للسكري، أنه بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، فإن فقدان 5 إلى 7% من وزنهم الأولي ساعد على تقليل احتمالات إصابتهم بالمرض.
وتقول سارة إن هناك مواد يمكن أن نضيفها إلى الحمية الغذائية لتساعد على تحسين الحالة، مثل القرفة التي تزيد من حساسية الجسم للإنسولين.
كما أن خل التفاح الطبيعي يساعد على تخفيف مقاومة الإنسولين خصوصا عند الإناث المصابات بتكيس المبايض.
وأشارت إلى أن بعض المكملات تخفف من مقاومة الإنسولين، مثل الكروميوم الذي ثبتت فعاليته في علاج العديد من الحالات.