كل عام

كل عام
أسامة أبو احسيان

#كل_عام.. كلُّ دولار يُدفعُ #الليلة في قبضة العبث؛ لأجل ترفيهٍ، سيكونُ حلم فقيرٌ يطاردكُم في المنام…
كل فرحةٍ وحركةٍ؛ لأجل التمثيل بالهيبة، سيكونُ سكون الجسدِ البارد في المخيم يتلفظُ بلعنتكم…
كل رياحٍ دافئةٍ تأتي من المقاهي، وسهراتِ الفنادق، ومن أجسادِكم المتخمة بالطعام والشراب في هذه الليلة؛ لا تساوم حرارةَ الحرائر؛ خوفًا من أن ينقضَّ المطرُ عليهم؛ فيكشفُ المحرماتِ المستورة…
كل ابتسامةِ نفاقٍ صفراء تحت عباءَة البرجوازية؛ لا تغيب ملامحَ الوجه الشاردِ الفاقد لعناصر التغذية…
كل حديثٍ بين ثلاثةٍ يبدأ من ماركةِ الساعة، وينتهي بلوحة السيارة المميزة؛ لن يلام الفقير من مضغ دمكم تحت قضقضةِ الجوع حتى تحجزوا أرقام جثثكم في ثلاجة الموتى…
كل إشارةٍ ترحيبية لقناع بين المارة، وسط النادلات؛ ستنطقُ يومًا بين الأزقة بفعلتكم على تجارتكم، بالنهر البشري…

كل إمامٍ فيكم ملعون. وكل وطني خائن. وكل سياسيّ كاذب. وكل تاجرٍ خاسرٌ. وكل كومبارس فاشل. وكل فرح حزينٌ. وكل ممثلٌ مكشوف. وكل مثقف مأجور. وكل أنيق ملطخ. كل طعام مسموم. وكل شراب معسول. وكل عطاء مرهون، وكل حياتِكم وهميّة، وحضورِكم عبث، وجودِكم هامشٌ. وأنتم خيالٌ… جهزوا أنفسكم للنهاية؛ ف رأس السنةِ لا يعني البداية.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى