
كل شيء بدينار يا عصفوره
يحكى أن عصفوره قامت ببناء عش جميل لها في الغابه ووضعت بيضها فيه ثم رقدت عليها لفتره حتى خرجت الفراخ من البيض وقامت بتعهدها بالرعايه والحنان حتى يقوى جسدها وتعتمد على نفسها , كان في الغابة فيل تعتبره الحيوانات ملك الغابه أو هو صور لهم ذلك لضخامة جسده , في كل يوم كان يتوجه إلى البحيره الموجوده في الغابه ويقوم بالمرور من جانب العش , وفي أحدى الأيام غير طريق مسيره ومشى بإتجاه العُش , لاحظت الأم العصفوره ذلك وكانت تُطعم فراخها فقامت بالطيران ترفرف بأجنحتها لتنبهه عن وجود صغارها في طريقه خوفاً من أن يدوسهن بأرجله الضخمه إلا أنه يلقي بالا لتوسلاتها وصرخاتها ورفرفتها بأجنحتها له وقام بدوس العش وقتل جميع صغارها , وقفت على رأسه تبكي وتستفسر منه عن سبب ذلك وهل قام بفعلته بقصد أو بغيره فأجابها بكبرياء المستبد الغير خائف نعم قمت ذلك بقصد وانا لا أخاف أبداً من أحد , إستفزتها إجابته ووعدته أنها ستنتقم منه وتعلمه درساً لن ينساه , ضحك هو من كلامها وتابع مسيره بكل برود .
توجهت العصفوره إلى العصافير وأخبرتهم بقصتها , حزنوا عليها وتعاطفوا لموت فراخها قالت : لا أريد شعوركم أريد منكم مساعدتي بالإنتقام من الفيل فأخبروها بقلة حيلتهم وصغر أحجامهم قالت : أريد منكم فقط أن تهجموا عليه مره واحده ثم تقوموا بنقر عينيه ليصاب بالعمي , تشجعت العصافير وتحينت الفرصه وقامت بالإنقضاض عليه وبالفعل تم فقئ عينيه فأخذ يتخبط ولا يعرف الطريق لمنزله أو للحيره لشرب الماء , بعد أن شعرت بحاجة الفيل للماء توجهت للضفادع التي تعيش في البحيره وقصت قصتها أيضاً عليهم وطلبت منهم مساعدتها في القضاء عليه , تحججت الضفادع كالعصافير بصغر حجمها فأخبرتهم أنها لا تريد منهم سوى أن يخرجوا من البحيره ويقفون على جانب وادي عميق ويقمن بالنقيق حتى إذا ما جاء الفيل وسمع صوت النقيق حسب أنه بالقرب من البحيره فيحاول أن يشرب الماء وبالفعل قامت الضفادع بما طلبت منها العصفوره بالوقوف على جانب وادي سحيق وقامت بالنقيق وبالفعل حضر الفيل الذي أصيب بالعمى بعد أن سمع نقيق الضفادع يحسب نفسه بالقرب من البحيره ليشرب الماء ليسقط في الوادي وتتهشم ضلوعه وبدأ بلفظ أنفاسه لتحضر العصفوره وتقول له : أيها الطاغي المغتر بقوتك المحتقر لصغر حجمي هل علمت الآن عظيم حيلتي مع صغر حجمي .
في مملكتي زوجتي هي وزيرة الماليه والصناعه والتجاره وحتى التربيه التعليم والإقتصاد والرياضه وهي من تدير شؤون البيت بشراء حاجياته كونها الأقدر والأعلم بما يلزمه وواجبي أنا من كل ذلك هو شراء الحلويات والشوكولاته لأنني مغرم بها بالإضافه للفواكه ولا أخفيكم أنا لا أفاصل ولا أبحث في أكثر من محل بخصوص الفواكه من جهة الثمن فقط أقوم بجمع ما أريد شرائه وأحاسب بدون معرفة السعر ولا أتابع بورصة الأسعار التي أصبحت كالذهب في هذه البلد لا تخضع لرقابه من قبل الدوله ولا ضمير من السماسره و الموزعين وكبار التجار والبائعين .
كل شيء بدينار هذا ما أخبرتني به زوجتي بالنسبه لأسعار الخضار اليوم الكوسا البندوره الزهره الباذنجان الفلفل الخيار البصل وخلافه أما الفواكه فحدث ولا حرج وهذه الخضروات تعتبر المواد الأساسيه في كل بيت مع علمي أن صغار المزارعين يقومون ببيعها بأقل من عشرة قروش للكيلو غرام الواحد فأين الخلل ومن المسؤول ومن هي المافيا التي تتحكم في أسعارها لتصل إلى عمان بهذا السعر المبالغ به بالرغم مما نسمعه من المزارعين الذين قاموا بإلقاء منتوجاتهم الزراعيه قبل فتره في الشوارع لرخص ثمنها ولأن الناتج منها لا يوفي متطلبات تسويقها وحتى ثمن صندوق البولسترين والذي تحفظ به فهل هي عمليه ممنهجه يتحكم بها تجار السوق والحيتان والمتنفذين والسماسره والذين لا يملكون ضميراً ولا ذمه من أجل محاربة المزارعين ومصادرة جهدهم وجهد أبنائهم من خلال شرائها بأبخس الأثمان وتسويقها في عمان أو لأجل تصديرها للخارج .
كم أشفق عليك أخي المزارع المعدم الذي يشقى ويتعب طوال العام وليضع إنتاجه وكده وتعبه في جوف الفاسدين من الحيتان لينطبق عليهم المثل أحرث وأدرس لبطرس وألم يحن الوقت لتكونوا أقوى من العصفوره فتعلمونهم درساً يكون عبره لهم ولمن يحميهم من المسؤولين ذوي البطون الجائعه والعيون الفارغه والتي حتى التراب لا يملؤها فهي تبقى مفتوحه حتى بعد الموت ليتطوع أحدهم فيغلقها لهم .