كلّه ولا #الشاي / #يوسف #غيشان
نحن الشعب الأكثر استهلاكا للشاي، وهو رفيق الطفولة الإجباري، والوسيلة الأهم التي كانت تستخدمها الأردنيات للإحتيال على الفقر وملء بطون الأطفال، عن طريق تفتيت الخبز ووضعه في الشاي، وأحيانا إضافة بعض السكر والسمن البلدي، لكن الإضافات الأخيرة كانت تقتصر على النخبة وعليه القوم، ونحن لم نكن منهم، طبعا.
شقيقي الأصغر كان يبدا صباحة بالهجوم فورا على أبريق الشاي البائت من الليل، وكان يشربه من (الزنبعّة)، اذ كان لديه اعتقاد بأن أحد ما ينافسه على هذا الهراء، وكانت أمي ترتاح على طريقته، فتجرف (الحثل) من قاع الإبريق، وتركب لنا الإبريق الأول من الشاي الصباحي.
لذلك شعرت بالرعب وأنا اقرأ خبرا يقول ما معناه أن الشاي يسبب اعتلالا في العظام، بسبب وجود مادة الفلور فيه التي تؤدي الى تشوه في كثافة العظام، في حال تزايد نسبتها. ترى اين تذهب أم انطون التي كانت مسافرة في الباص الى الكرك قبل عقود، وكانت تجلس خلف الشوفير، فشعرت بالدوار خلال السفر وتقيأت على رقبة الشوفير الذي صرخ قرفا فقالت له:
- خيّوه لا تقرف ولا عبالك..والله كلّه خبز وشاي.
وهي بالمناسبة ذات المرأة التي نصحها طبيب الحكومة بأن لا تأكل جلد الدجاج، لأن لديها ارتفاعا في نسبة الكوليسترول.
فصرخت محتدّة:
- ول يا دكتور..بدك تحرمني من حصتي؟.
وسبب حدتها انها كانت لا تذوق طعم الدجاج، الا يوم الأحد وفي بعض الأسابيع فقط، وبما أن الأولاد كثيرون، فإن حصتها كانت أن تأكل جلد الدجاجة.
ويريد (الأخ) أن يحرمها من جلدتها!!.
تخيلوا ماذا يفعل هذا الخبر بنا، لو كان صحيحا، ماذا يفعل بنا، نحن الأرادنة، بينما ما يزال الشاي وجبتنا الرئيسية وأسلوب دفاعنا الأهم ضد الجوع والموت.
هل علينا ان نتوقف عن شرب الشاي ونستبدله بـ(الأزوزة) على رأي الست ليلى نظمي؟.