سرّ إصرار الأردن على القضاء على كورونا !

سرّ إصرار الأردن على القضاء على كورونا !
د. علي المستريحي

هناك ظاهرة مرتبطة بالتفكير الجمعي للثقافة الأردنية تميزها عن الكثير من غيرها من الثقافات. فعادة ما لا ‏يتعاطى الأردني عند قيامه بمهمة تتصف بالتحدي والإصرار باعتبارها مهمة عادية يجب أن تنجز وحسب، ‏بل يعطيها من روحه وأنفاسه وجلّ وقته وجهده وتركيزه، ولديه كل الاستعداد أن يقاتل من أجلها، ويتحمل ‏المخاطر المترتبة عليها، حتى يصل خط النهاية. ‏

ما نعرفه أن سلوكيات الفرد هي انعكاس لقيمه وطريقة تفكيره وللثقافة السائدة بمجتمعه. فالنخوة والحمية ‏والشهامة والرجولة والأصالة والوفاء والكرامة والإصرار كلها قيم مجتمعية تميز الأردني عن كثير من ‏غيره، وهي قيم تعشش بالعقل الجمعي لمجتمعه فترسّخت في نفسه، و”تبرمجت” في دماغه وعقلة الباطن. ‏فتجد كل ما يفكر به الأردني عند مشاركته بمؤتمر أو بمسابقة أو بمهمة تمثيل خارجية أو بقضية عامة يؤمن ‏بها، هو كيف يكون مختلفا عن غيره. فالأردني لا يرضى أن يكون رقما عاديا أو مكررا أو سهلا أو منسوخا ‏من غيره، بل رقما صعبا، مميزا وأصيلا. وذلك ما يفسر إصرار الأردن على تجاوز محنة كورونا، ‏وسينجح بإذن الله.‏

يعرف العالم أن الأردني عنيد، فالنجاح بالنسبة له هو التزام نابع من نفسه إلى نفسه، وإثبات أنه قادر على ‏الوصول، والنجاح “مسألة كرامة” وحياة أو موت! النجاح بالنسبة للأردني هو امتحانٌ تكون الإجابة فيه أهم ‏من السؤال، وأكبر من ضيق الوقت، وأرحب من شحّ الامكانيات! ‏

فقط أعطوا الأردني فرصة، وسترون أن الفرصة أضحت عجينة بين يديه، يبث فيها من روحه وكرامته ‏وشهامته وأردنيّته العنيدة ليصنع منها قصة نجاح. ‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى