كلمة وفاء

كلمة وفاء
سالـــــم الفلاحات

أكتب هذه الكلمة وفاء لرجل وطني حر لا زال على (رأس همه )الوطني
ولو استأذنته في الكتابة عنه لن يأذن, وذلك من كريم تواضعه.
ليس غريبا في بلادنا اليوم تحطيم وتحجيم وتغييب الأنفع والأصدق, وتقديم التوافه والرويبضات ولذا فنحن بمرحلة خطرة من عمر الأمم
تعرفت عليه في عام 2007 واستمرت العلاقة الوطنية والمشاركة في العمل العام والبحث عن مخرج وطني ذاتي لإنقاذ وطننا مما يتهدده
وقد حاول لعدة سنين مع ثلة كريمة من أبناء الوطن تشكيل حزب سياسي ولكن رفض ترخيص الحزب لعدة مرات بلا مبرر منطقي.
انه اللواء المتقاعد موسى الحديد ابو محمد أطال الله عمره
ذاك رجل حسن مظهره جميل محياه , وأناقته تنبيك عن طيب مخبره ,وهذه لا تتأتى للكثيرين .
و قد تيقنت أن قوة وعمق خطابه الوطني يتغذى من صدق عزيمته وتجرده ولا أزكي على الله أحدا
ومع ذلك فجرأته الكبيرة واندفاعه لا تمنعه من الاستماع الفوري لمن يصدقه النصح والاستجابة له, حتى في الامور التي يتفاوت الناس في تقديرها ,واشهد له بذلك .
رافقته في السفر الى مختلف انحاء الأردن وجالسته كثيرا في الحظر, ولم أجد في مزيد مخالطته إلا تأكيدا لما يتراءى لك منه في الظاهر.
هومن القلائل الذين ان ذكر أمام رفاقه من كبار الضباط المتقاعدين او من عامة من عملوا بقيادته في الخدمة ,لن تجد الا الثناء والشهادات المشرفة له دون استدراكات أو تمتمات , أو لكن .!!
ولعمقه الاستراتيجي كان ولا يزال يرى ان المخرج لما نحن فيه هو تصحيح المسار السياسي بملكية دستورية سعى لطرحها مع مجموعة وطنيين لكنها أفشلت وحوربت وتخلى عنها من تخلى متوهما النجاة ,
عملت بمعيته سنوات جاهدين لنقل دولتنا الى مصاف الدول المتقدمة سيما ونحن من أهل الحضارة العربية الاسلامية الشورية الديمقراطية التي تتحقق فيها أفضل ما في الديمقراطيات في العالم بل وتزيد عليها انها انسانية عالمية في ديمقراطيتها وليست محلية فقط .
بخلاف دول الغرب الذي بدأ دكتاتوريا فرديا وانتهى الى حكم مدني ديمقراطي نفتقده في عالمنا العربي اليوم ومنذ مئات السنين فقد غابت شمس الحرية والعدالة .
خطبنا أبو محمد موسى باشا يوما قبل عشر سنين في 15/7/2011كماخاطب الشعب الاردني والعالم بكلمة في مسيرة نظمها التجمع الشعبي للإصلاح, وجه فيها خمس رسائل صريحة وجريئة ومسؤولة ومباشرة, وجدتها في أوراقي قبل أيام فاستشعرت ثقل أمانتها عندي لهذا الرجل, وضرورة نشر بعضها لأن حاجتها ما زالت قائمة أيضا, وكأنها تلقى اليوم وتحتاج لآذان صياغة وعزائم متقدة وعقول راجحة.
اما الرسالة الأولى فقد وجهها للشباب فقال :ــ ليس من باب الوصاية عليكم فأنتم كبار , ولكن نقول لكم فوتوا الفرصة على كل الفاسدين لئلا يجرونا واياكم والدولة الى دوامة عنف, تمسكوا بسلمية حراككم فمطالبكم مشروعة واضحة ولا تسمحوا بتمييعها وسنسير خلفكم وندعمكم.
واما الرسالة الثانية فقد وجهها للشعب الأردني فقال :ــ لن نسمح للفاسدين والجواسيس والعملاء الصغار أن يجروا بلدنا الى نفق مظلم, فلا تسمحوا ايها الشعب الكريم لهؤلاء الفاسدين ان يقولوا هذا فلسطيني وذاك اردني وهذا شمالي وذاك جنوبي , فوحدة شعبنا مقدسة , ونحن نعرف الذين تهربوا من تكاليف وضريبة الحرية الى ظل العبودية والاستسلام, فكونوا احرارا ولا تكونوا قطعانا .
وأما الرسالة الثالثة فقد وجهها لملك البلاد فقال :ــ
كفانا تسويفا وتأجيلا للإصلاح, وكونوا جزءا من الحل , ولا تخافوا المفسدين , وقولوا لشعبكم ما قلتموه للشعب الأمريكي , نحن شعبك ونحن من نصنع المستقبل لنا ولك .
ونقول بوضوح ان النظام ما كان له ان يستمر لولا أفضال الشعب الاردني ولن يدوم النظام ان تحولنا لعبيد وشحاذين .
ووجه الرسالة الرابعة للفاسدين فقال اننا نؤكد لكم انكم ستعيدون كل فلس نهبتموه وسرقتموه وسوف تحاسبون بقضاء عادل.
وخاطب في الرسالة الخامسة رفقاءه في السلاح في الجيش العربي وقوات الامن العام فقال :ــ أنتم الذخر وانتم العزوة للوطن , كونوا كما عهدناكم لتعيدوا للوطن كرامته وما سلب من موارده , اليوم جاء وقت الوفاء لقسمكم وحماية شرفكم العسكري ونحن معكم ولكم منا كل الحب والتقدير.
وختم كلمته بخطاب عالمي وجهه لدول العالم الغربي وشعوبه قائلا :ــ
يجب ان تعلموا ان ما يضمن علاقة ودية مع شعوبنا هو توافر حريتنا الكاملة وأنتم تتورطون بحماية أنظمة فاسدة قمعية دكتاتورية ,تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم.
ونقول لكم كفى رهانا على الفاسدين فهؤلاء سيجرون شعوبنا وشعوبكم الى صراعات لا تنتهي .
تحية لك ايها الفارس المكبل بقيود الألم والقهر ونعلم انه لم يهدأ لك بال وانت تعين ما جرى ويجري بحق امتك وشعبك ووطنك, وإن كان اجتهاد بعضنا الزمك موقفا ما الزمتك أخلاقك ان لا تكون لجوجا مجادلا ولست وحدي الذي يقول ان مكان ابي محمد لا زال شاغرا ولا يملؤه غيره ,على كامل فضل اخوانك ومحبيك
لست معنيا بمدح احد من الناس واعلم أنك لست ممن ينتظرون الإشارة اليهم
أو مدحهم ولا تقبل ذلك, ولكنه الواجب علي ,
والله يسألنا جميعا عن صحبة ساعة ,وعسى أن نكمل بقية مشوار الحياة في العمل الوطني مجتمعين , والله يحفظـــــــك.

سالـــــم الفلاحات 24/10/2020

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى