كلمة اخرى في الاعلام الاسلامي / طارق زياد الناصر

كلمة اخرى في الاعلام الاسلامي

بقلم طارق زياد الناصر

جاء في الدراسة التي قدمتها لاستكمال الماجستير في جامعة اليرموك عام 2010 حول الصحافة الالكترونية المتخصصة ودورها في تشكيل معارف الشباب الجامعي الاردني ان الموضوعات الدينية هي في مقدمة الموضوعات التي يرغب الشباب بايجاد صحف متخصصة بها، بما يؤكد وجود النزعة الدينية لدى المجتمع الاردني بما في ذلك الشباب واهتمام هذه الفئة في التعرف على دينها والتعمق في اموره وتفاصيله، الامر الذي قد ينظر اليه بشكل ايجابي كون هذه الفئة تبحث عن الافادة في الامور الدينية بعد ان اتهمت بالبعد عن المفاهيم الاصيلة للدين والتدين والالتفات الى صغار الامور.

ما دفعني للعودة لهذه المعلومة اليوم هو ضيف احد البرامج الدينية التي اتابعها دائما نظرا لقدرات المقدم المتميزة وعقلانيته في طرح الموضوعات واختياره لقضايا- اظن انها الاهم بالنسبة لفئتي العمرية- ، حيث افاد الضيف بتقدم الرياضة وما شابه على الدين في وسائل الاعلام، واشار الى كثرة وسائل الاعلام التي تهتم بمثل هذه الامور مقارنة مع قلة الوسائل التي تهتم بالقضايا الدينية، وهنا مكمن الخطورة في الامر حيث ان عدم اهتمام وسائل الاعلام بتقديم المعلومة الدينية ومناقشة الواقع المعيشي من وجهة النظر الدينية المعتدلة القائمة على الخطاب العقلاني في الوقت الذي تنتشر فيه القنوات او البرامج التي تقدم نوعا واحدا وفهما واحدا للموضوعات الدينية – بما يخالف رأي ضيف البرنامج- ما يمكن ان يؤدي حكما الى لجوء الشباب الى الخطاب المتشدد او الابتعاد الى نهج لا صلة له بالدين.

مقالات ذات صلة

ناهيك عن كون دور العبادة اصبحت في غالب الامر مكانا للصلاة وحسب، وخلت من الدعاة المجيدين لمعنى الدعوة واساليبها ، وبات بعض المشايخ يرفضون رأيا او فهما يختلف عن ما يقدمونه دون حتى مناقشته او تحليله ، وصرنا نرى النيام في صلاة الجمعة اكثر من الصحاة، والسياسين يركبون خيل الدعوة واصحاب العمائم يجلسون مجالس الساسة، وغيرها من المشاهد التي لا تحتمل التعميم ولا الانكار ايضا، ومع ظهور هذه الاشكاليات لا بد من التساؤل حول سبب تأخرنا في ايجاد قنوات اعلامية تقدم الدين في ثوبه الحقيقي بعيدا عن المغالاة ، مع وجود افكار ناجحة ومقبولة كبرنامج خواطر لاحمد الشقيري وبرامج القصص التي قدمت بسيطة للاطفال ونشأ جيل باكمله عليها، ومع نجاح هذه البرامج لم نجد المجموعات التلفزيونية تقدم قناة متخصصة بعلوم الدين او الدعوة، في الوقت الذي افردت فيه قناة للافلام او المسلسلات الهندية او الاجنبية او حتى الدراما العربية .

محور الامرهم صانعوا السياسات الاعلامية ومالكوا وسائل الاعلام، وربما الخوف من الدخول الى عالم الدعوة والاعلام الاسلامي بقوة خوفا من الانحياز تارة او عدم القبول تارة اخرى، لكن هذا لا يجب ان يمنعنا من البحث عن صحوة اعلامية دينية نقدم من خلالها مفاهيم الاسلام واصوله بشكل بسيط محبب، ونناقش الامور المعقدة في منظومة الرأي والرأي الاخر ، نعظم فيها العقل ثم ندرس النصوص ونحلل معانيها ونقبل التشارك دون فرض الوصاية حتى تصل الرسالة الى الجمهور محققة الهدف كما اريد له ان يتحقق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى