كشف حساب

كشف حساب
د. محمد شواقفة

تفسيرا لدبوسي السابق، هذه نقاط الحساب المطلوبة من الحكومة الغابرة. و قد تبنيتها من حقائق و أحداث و أرقام و لست أمتلك كل الحقائق و لا صلات لي لا بحكومة و لا بمعارضة و لكنني أناصر الحق و الإنسان و الوطن و انا شخصيا متنازل تماما عن حصتي من الغنائم.
هذه الحكومة ارتكبت خطيئة لا تغتفر بتمكين العدو الصهيوني من اقتصادنا عبر الموافقة على توريد غاز الاحتلال رغما عن الأرض و الشعب و القيم و كل مقدس. اذا كان وصول الكيان بغاز الاحتلال للاردنيين انجاز فيا له من خزي و عار.
و هي نفس الحكومة التي استعدت اكبر شريحة من شعبها و سحقت نقابة المعلمين و اهانتهم. اذا كان هذا انجاز فلنعلن عن وأد الحريات و نندب حظنا على حقوق باتت لنا أحلاما و نسينا معها ان كلمة “لا” لها مكان في المعجم.
نتذكر جميعا كيف ولدت كحكومة “أعطيني فرصة” و بلغة إنشائية لم يتقنها الأصمعي بأيام عزه. و كان أول إنجازاتها الاقتصادية بتثبيت قانون الضريبة الجائر رغم انه كان سبب رحيل حكومة الملقي الفاشلة. و رغم ان جائحة الكورونا بدت كآخر أوراق التوت التي سقطت لتكشف فشلها و قلة حيلتها و انعدام أي خطط قصيرة او طويلة المدى. و لكن الدمار و الضرر كان قد حل و انتشر و لا أعتقد أن هذه تركة يرغب فيها أي عاقل أو حصيف.
حكومة ابتدعت قوانين اسكتها زورا و بهتانا “قانون دفاع” و هي لم تدافع الا عن مصالحها و عادت كل من ينتقدها فتلاشت حرية الصحافة و امتلأت مراكز التوقيف و السجون بالاحرار و حتى من كتب منشورا بسيطا يشتكي فيه إلى الله الظلم و الظالمين و كأن التعوذ من الشيطان بات جريمة تلقي بقائلها إلى غياهب الاعتقال و التشريد.
لم نشهد في هذه الحقبة حالة من التراجع في الحريات زاد عليها انهيار منظم في منظومة الاقتصاد بكل مجالاته و لم يتم محاسبة أي فاسد و لم تفرح الخزينة بفلس أحمر يعود للخزينة من أحضان اللصوص و المتنفعين. لم تنطلي علينا مناورة تصفية الحسابات بين مستثمرين و طويت القضية كسابقاتها في ادراج مظلمة لا تطالها الأعين. أو عملية دمج يائسة بين مؤسسات عاملة بحجة الترشيق و كأن خلط الماء مع الحليب قد يصنع جبنا. و رغم أنها ادعت كذبا بإيقاف التعيينات و لكننا شهدنا عديدا من التعديلات و التنقلات و التعيينات كتنفيعات و تمرير مصالح و مكافئات و أغفلت تدعيم القطاع الصحي بالاطباء و الممرضين لمجابهة الجائحة. و رغم عدم اعترافها بالفشل في إدارة ملف كورونا، فهي لا تزال تنفخ في وجهنا الأكاذيب بانتصارات وهمية و لم تعترف بأي مسؤولية تجاه الطفلة التي لم تجد سريرا قبل أن ترحل و هي تقول :”سأخبر الله بكل شئ”.
هذه الحكومة ترحل و قد زادت المديونية وأرقام مرعبة و ببطالة غير مسبوقة و ارتفاع الأسعار و تضخم في فاتورة الطاقة. لا أعلم أين هذا الإنجاز؟!
حكومة مغامرين طالت بحماقاتها كل مقدس، فانتجت توجيهي مشوه و دقت في نعش التعليم مسمارا لن يسهل خلعه و اتمنى ان لا يصل الأمر للتعليم الجامعي كآخر القلاع الصامدة. و زادت. بقرار بهلواني بإعادة نسخة منقوصة من خدمة علم لا أحد فهم كنهها او أدرك مغزاها.
حكومة أشاحت بوجهها عن المشاكل المستعصية و لم تعر اهتماما للتحديات الخارجية بما يليق و يتماهى مع الموقف الشعبي الرافض للصم و التطبيع و صفقة القرن و مخططات الوطن البديل.
حقيقة لم أجد لهذه الحكومة أي انجاز يذكر، و خصوصا انها تودعنا بتحضير للانتخابات التي وعدت بأنها ستكون من خلال قانون جديد و عصري لم ينجز ابدا و سيعود مجلس مشابه لسالفه الذي كان ربيبا للحكومة يعيش في كنفها لينعم براتب و تقاعد.
حكومة تطرفت في التعامل مع كل ما يمكنه تصحيح المسار و قمعت أي طرح بالتغيير.
اذا كانت هذه إنجازاتهم… فهل لنا أن نحاسبهم؟!

“دبوس للحساب”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى